قفزت أسعار النفط خلال الشهر الجاري بدعم من عودة بعض الدول لفتح اقتصادها وجهود خفض إنتاج النفط من كبار المنتجين، الأمر الذي جنب تكرار هبوط أسعار النفط إلى المستويات السالبة.
ووفقا للمراقبين فقد تغير كل شيء، وانقلبت الأمور رأسا على عقب في أسواق النفط خلال أربعة أسابيع فقط، إذ في الشهر الماضي، هبطت أسعار النفط الأميركية للمستويات السالبة للمرة الأولى في التاريخ، إلا أن بعض العوامل المستجدة، وقرارات كبار المنتجين، أعادت الحياة مرة أخرى إلى أسواق النفط.
وجنب هذا الأمر عقود خام تكساس تسليم جوان 2020، التي انتهى التداول عليها يوم الثلاثاء 19 ماي، تكرار سيناريو الهبوط إلى ما دون الصفر.
ويمكن القول إن هذا هو أداء النفط، ففي أفريل أنهى خام تكساس على تراجعات بنسبة 5 في المائة بعد أن سجل أول انخفاض للمستويات السالبة في التاريخ.
ثم عاود أداء النفط الارتفاع وتحقيق قفزات في السعر بنحو 62 في المائة منذ بدء شهر ماي، والأمر نفسه ينطبق على خام برنت الذي ارتفع أيضا بنحو 30 في المائة الشهر الجاري.
وجاء ارتفاع أسعار النفط بعد أن بدأت بعض الدول تخفيف إجراءات الإغلاق العام وإعادة فتح اقتصادها، مما يعني عودة استخدام وسائل النقل والمواصلات والتي تستحوذ على 60 في المائة من الطلب على النفط، وهو ما يتضح جليا في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، حيث تعافى الطلب على النفط إلى مستويات ما قبل وباء كورونا باستهلاك نحو 13 مليون برميل يوميا.
أما عن المعروض العالمي من النفط، فإن جهود المنتجين في أوبك والمستقلين ساهمت في عودة الاستقرار للأسواق، وذلك بعد الاتفاق على خفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل يوميا خلال ماي وجوان.