عالمية: افضت الأزمة السورية إلى كشف الستار عن السجون والممارسات المأساوية التي تتم داخلها
افضت الأزمة السورية إلى كشف الستار عن السجون والممارسات المأساوية التي تتم داخلها، حيث يُقدر وجود آلاف المعتقلين الذين يتعرضون لأشكال عديدة من التعذيب كالجلد والاغتصاب والإجبار على تقليد الحيوانات.
نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية شهادات من سجناء سابقين أفاد أحدهم بأن ضابطًا يُلقب بـ هتلر كان معروفًا بوحشيته في التعامل مع المسجونين في سجن المزة العسكري في دمشق.
وبحسب السجين كان “هتلر” يحب إقامة العروض الترفيهية على حساب السجناء، في سجن المزة، حيث كان يحضر ضيوفا للعشاء وخلالها يجبر السجناء في عهدته على التصرف مثل الكلاب أو الحمير أو القطط أو الحيوانات الأخرى.
تذكر أحد السجناء السابقين حالة الذين لم ينجحوا في أداء واجبهم، حيث كانوا يتعرضون للضرب. قال السجين: كان هناك مهام محددة للكلب والقطة والديك، فكان على الكلب أن ينبح، وعلى القطة أن تموء، وعلى الديك أن يصيح. كان هتلر يحاول ترويضهم
وحسب الصحيفة في المزة، كان الحراس يعلقون السجناء بانتظام على سياج عراة ويرشونهم بالماء خلال الليالي الباردة.
وتابع أحد السجناء أن ضابطا أخبره ذات مرة أن امرأة تصرخ أيضاً في السجن ولكنها بعيدة عن الأنظار ثم اكتشف السجين أنها والدته.
وأحصى هذا السجين 19 من رفاقه في الزنزانة ماتوا بسبب المرض أو التعذيب أو الإهمال في شهر واحد.
بعض السجناء ظلوا لفترة طويلة بعيدون عن ما يجري في العالم حتى اعتقد بعضهم أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي أعدم عام 2006 قد حررهم.
ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان فمنذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011، ظل أكثر من 157 ألف شخص قيد الاعتقال أو اختفوا قسرا بما في ذلك 5274 طفلا و10221 امرأة، مضيفة أن أكثر من 15 ألف شخص لقوا حتفهم تحت التعذيب خلال تلك الفترة.
وقد وثقت الشبكة السورية 72 أسلوبا مختلفا من أساليب التعذيب التي يمارسها النظام، من بينها صعق الأعضاء التناسلية بالكهرباء أو تعليقها بأوزان ثقيلة؛ والحرق بالزيت أو قضبان معدنية أو بارود أو مبيدات حشرية قابلة للاشتعال؛ وسحق الرؤوس بين الجدار وباب الزنزانة؛ وإدخال الإبر أو الدبابيس المعدنية في الجسد؛ وحرمان السجناء من الملابس والاستحمام ومرافق المراحيض وما إلى ذلك.
جرائم الاغتصاب
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” عن مريم خليف، التي سُجنت لتقديمها الإمدادات الطبية للمتمردين، وكانت محتجزة في زنزانة في الطابق السفلي مساحتها 3 أقدام مربعة (المتر المربع يساوي قرابة 10 أقدام مربعة)، حيث كانت تضم 6 نساء أخريات.
علق الحراس مريم على الجدران وضربوها، وتروي أنها رأت سجينا يشكوا من الجوع فقام الحراس بوضع البراز على وجهه.
تعرضت مريم للاغتصاب مرارًا وتكرارًا، مؤكدة تفشي العنف الجنسي.
وتابعت: “في منتصف الليل، كانوا يأخذون الفتيات الجميلات إلى العقيد سليمان جمعة، رئيس فرع 320 التابع لأمن الدولة السوري في حماة لاغتصابهن”، كما تقول شبكة حقوق الإنسان وكان هو وأصدقاؤه يعتدون عليهن في غرفة نوم مجاورة لمكتبه المزين بصورة الأسد.
أما سجن صيدنايا فيقع خارج دمشق، ويرتفع على تلة ويمتد على مساحة 1.4 كيلومتر مربع أي ما يعادل 184 ملعب كرة قدم ويحيط به حقلان للألغام.
وقد وجد تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر عام 2017 أن الآلاف قُتلوا في عمليات شنق جماعية في صيدنايا، التي وصفتها المنظمة بأنها “مسلخ بشري”.
وقُتل ما بين 20 و50 شخصًا كل أسبوع في سجن صيدنايا وكانت عمليات القتل تتم عادة في ليالي الإثنين والأربعاء.
وقدرت منظمة العفو الدولية أن ما بين 5000 و13000 شخص أُعدموا بين سبتمبر 2011 وديسمبر 2015.
وكانت المحاكمات داخل السجون تتم في دقيقتين أو 3 دقائق ثم إحضارهم إلى قبو وضربهم بشدة قبل أن يتم إعدامهم.
ولقد عانى الناجون من معاناة شديدة، فقد كانوا معصوبي الأعين باستمرار، وكانوا قادرين على سماع صوت الضرب والصراخ المتردد عبر فتحات التهوية والأنابيب.
كان العنف مستمراً إلى الحد الذي جعل السجناء قادرين على التمييز بين أصوات الأحزمة والكابلات الكهربائية على الجسد، والفرق بين الأجساد التي يتم لكمها أو ركلها أو ضربها على الحائط.
وكان بعض الضحايا محتجزين تحت الأرض في زنازين حبس شديدة البرودة مصممة لشخص واحد بأبعاد 8 أقدام في 5 أقدام، ولكنها كانت تستوعب ما يصل إلى 15 شخصاً في المرة الواحدة.
سكاي نيوز عن ديلي ميل