تونس الان:
ايام قليلة وينطلق الاولياء في شراء مستلزمات اببنائهم الدراسية من كتب وكراسات وادوات مدرسية ومحفظات .
السؤال الذي يطرح مع كل عودة مدرسية ، هل تتوافق الاسعار مع القدرة الشرائية للتونسي ؟ وهل ارتفعت الاسعار مقارنة بالسنة المنقضية ؟.
الاجابة على السؤال الاول هي “لا طبعا” أما الاجابة عن السؤال الثاني فهي “نعم أكيد ” وهو ما بدى جليا في تصريح مدير المركز التونسي للكتاب، الحبيب العرقوبي، اليوم الخميس لاذاعة جوهرة اف ام بالقول “إنّ الارتفاع المشط لأسعار الكراس المدرسي يعود إلى ارتفاع أسعار الورق المستورد، رغم التراجع الكبير الذي تم تسجيله في أسعار النقل مقارنة بالسنوات الماضية”، مُشيرًا إلى أنّ سعر رزمة الورق بلغ سعرها اليوم 12 دينارًا.
ارتفاع اسعار الكراس واهتراء المقدرة الشرائية للتونسي جعل من العرقوبي يدعو المربين إلى تفهّم وضعية الأولياء وتجنّب طلب الكراس اللولبي من التلاميذ، نظرًا إلى ارتفاع كلفته، حيث بلغ سعر الـ100 صفحة 11د والـ200 صفحة بـ17د.
17 دينار أو 11 دينار بالنسبة لكراس واحد فقط يعتبر سعر مشط للغاية على اعتبار عدد الكراسات التي ستطلب من هذه الفئة وعدد التلاميذ في العائلة ينظاف لذلك اسعار بقية المواد المدرسية وما يتبع العودة من لباس ومصاريف ترسيم وغير ذلك من مستلزمات العودة .
أقرت تونس مجانية وإلزامية التعليم العمومي عبر قانون صدر سنة 1958، ثم تم تدعيم هذا المبدأ بالتنصيص عليه في دستور 2014 الذي ينص الفصل 39 منه على أن “التعليم إلزامي إلى سن السادسة عشرة. تضمن الدولة الحق في التعليم العمومي المجاني بكامل مراحله، وتسعى إلى توفير الامكانيات الضرورية لتحقيق جودة التربية والتعليم والتكوين”.
هذا المكتوب والمنطوق أما المعلوم والمعاش ان التعليم العمومي المجاني شعار لا غير والدليل هو الإرتفاع المشط للأسعار والذي يقابله راتب لا يكفى وهي معادلة صعبة يستوجب حلها بأي طريقة، ومن هنا يأتي دور المسؤولين بالدولة لحل تلك الازمة وتشديد الرقابة علي التجار وتخفيف حدة الأزمة علي المواطنين وتقديم يد العون للعائلات المعوزة ومحدودة الدخل .
منى حرزي