كان أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي […]
كان أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في كلمة له اليوم التي بثت على قناة يوتوب بمناسبة يوم العمال العالمي للشغل اكثر وضوحا في التعامل مع الشأن الوطني.
ويبدو ان الطبوبي خبر قيس سعيد جيدا وبات يتحدث معه بلغته التي تقوم على التشفير والمحاججة بالأساس..
ففي باب التشفير كان الطبوبي واضحا عندما تجنب توجيه التحذير مباشرة للقيادة بل تحدث بلغة ال” هم” مذكرا بشكل مطوّل نسبيا أزمة 78 وأزمة 85 وبينهما أزمة الخبز 84 وقبلها جميعا أزمة 65 التي مر بها الاتحاد وخرج اقوى مما كان.
وقال إن هذا العرض التاريخي يأتي “أوّلاً لتذكيرِ فاقدي الذاكرة وغيرِ العارفين بالتاريخ وبدورِ الاتّحادِكم وصمودِ مناضلاتِه ومناضليه أمام القتلِ والتعذيب والطرد وكلِّ أشكال القمع من أجل الدفاع عن حقوق الشغالين والفقراء وعموم الشعب في العدالة والعيش الكريم.
وتابع “لتذكيرِهم ثانيًا بفشل سياسةِ قمعِ النقابيين والنقابيات ومحاولاتِ تهميشِ الاتحاد وترهيبِ مناضليه… إذْ كان الاتحاد يخرُج بعد كلِّ حملة ٍقمعيّة أكثرَ قوّةً وأشدَّ تماسكًا وأعمقَ تجذّرًا في التربة الشعبية، حيث لم تزد السجونُ وحصصُ التعذيب وسياسةُ التجويع مناضلاتِه ومناضليه إلاّ صلابةً وإصرارًا على مواصلةِ تحمّلِ الرسالةِ إزاء الوطن والشعبِ وقضايا الشغّالين
وأضاف الطبوبي أنّ “الغاية الأخيرة من استعراض معارك الاتحاد وما حِيكَ ضدّه من مؤامراتٍ التأكيد على أهمية الاستفادةِ من تجاربِنا وبخاصّةً العسيرةِ منها لأخذِ العبرة وعدم تكرارِ نفسِ الأخطاء ولعلّ أوّلَ هذه العِبَرِ هي أنّه لا خيار أمام التونسيات والتونسيين سوى انتهاجِ سياسةِ الحوار مهما اختلفْنا وتضاربَتْ آراؤُنا لتجنيب بلادِنا ويلاتِ الأزمات والعنفِ وعدم الاستقرار، ومن هذه العبَرِ أيضا التعويلُ على أنفسِنا وعلى إمكانيّاتِنا الذاتية في المقام الأوّلِ لإيجاد الحلولِ لقضايا شعبِنا من خلال التشبّثِ بقيم التضامُن والمصارحةِ والقيامِ بالنقدِ والنقد الذاتي ووضعِ المصلحة الوطنية فوق كلِّ الاعتبارات وكلِّ المصالح الأخرى”.
وهكذا بالتذكير والتحذير والدعوة للاتعاظ بالتاريخ قاد الطبوبي قيس سعيد لمربع حوار محدد الشروط مسبقا..
وعلى صعيد آخر اعتبر الطبوبي، أن تعهّداتِ الحكومة لصندوق النقد هي تعهّداتٌ مسقَطَةٌ جاءت لتؤكّد مرّةً أخرى أنّ هذه الحكومة كغيرها من الحكوماتِ المتعاقبةِ تسعى لتحميل الشغّالين والطبقةِ الوسطى والفئاتِ الفقيرة فشلَ خياراتٍ الحكومات وتبعاتِ الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وجرِّها إلى مزيدِ التفقير والتهميش.
ومن التلميح الى استخدام عبارات رئيس الدولة التي كان دوما يكررها في خطبه الا وهي التنكيل بالشعب عكس الطبوبي الهجوم مجددا عندما قال ان الرئيس “عبّر في أكثر من مناسبة عن رفضه لتعهّدات الحكومة لصندوق النقد الدولي وعدم موافقته على رفع الدعم أو تقليصه ومعارضته لتجميد الانتدابات والتشغيل بمؤسّسات الدولة، إلى التدخّل لدى الحكومة التي يتحمّل مسؤوليّة اختيارِها من أجل مراجعةِ خياراتِها وعدم الالتزام بما يمكن أن يُلحقَ الضررَ بالشغّالين وبعموم الشعب مع إدراج مجمل هذه المسائل على أجندة الحوارِ والمفاوضة من أجل إيجادِ حلولٍ شاملة غيرِ مجزّأةٍ ضمن رؤية كلّية لمنوالِ تنمية بديلٍ على قاعدة المحافظة على المكاسب وتقاسُمِ التضحياتِ وتجسيمِ قيمِ التضامن الوطني ووضع المصلحة الوطنية فوق كلِّ الاعتبارات.
واعتبر الطبوبي ان رفعَ الدعم في ظلّ التهابِ الأسعارِ وتزايُدِ الاحتكارِ وان تعليقَ الانتدابات في الوقت الذي ترتفع فيه نسبُ البطالة إلى معدّلاتٍ قياسية وانّ تجميدَ الأجور المتزامنِ مع تدهورِ المقدرةِ الشرائية وارتفاعِ التضخّم وانّ التفويتَ في المؤسّسات العمومية وما سينجرّ عنه من تسريح للعمّال وارتفاعٍ في كلفةِ الخدمات لن يضربَ سوى المصالحَ الحياتيّة لهذه الفئات الاجتماعية الشعبية دون غيرها.
وهو نفس الافكار التي كانت ترد في خطب الرئيس