وطنية: تحيي اليوم الأربعاء 09 افريل 2025 تونس عيد الشهداء الموافق للذّكرى السابعة والثمانين لأحداث 9 أفريل 1938، إحدى أبرز المحطات النّضالية في تاريخ حركة التحرّر الوطني من قيد الاستعمار الفرنسي.
تحيي اليوم الأربعاء 09 افريل 2025 تونس عيد الشهداء الموافق للذّكرى السابعة والثمانين لأحداث 9 أفريل 1938، إحدى أبرز المحطات النّضالية في تاريخ حركة التحرّر الوطني من قيد الاستعمار الفرنسي.
هذه الأحداث مثلت مرحلة مفصلية وفارقة بسبب التغير النوعي في مطالب التونسيين وكذلك لتميّزها “بروح جديدة، إذ كان قادتها شبّانا في أغلبهم لم تتجاوز أعمارهم في ذلك الوقت الثلاثين عاما”، حسب أستاذ التّاريخ المعاصر فيصل الشريف، الذي قال إنه كان للشباب في تاريخ تونس الحديث دور فاعل ومساهمة كبيرة في إيقاد الحسّ الوطني والتّحريض والتعبئة ضدّ الاستعمار ما أدّى إلى اندلاع أحداث 9 أفريل.
وذكر الأستاذ فيصل الشريف، في حديث لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ “نخبة من الشباب التونسي المثقّف مزدوج اللّغة من خرّيجي المعهد الصّادقي وكذلك من خرّيجي الجامعات الفرنسيّة، جاء بفكر جديد ووعي مختلف رافض للاستعمار من أساسه، على خلاف فكر الحزب الدّستوري القديم الذّي لم يكن في تلك الظّرفية يطالب بالاستقلال”.
ولاحظ أنّ تلك الفترة تميّزت بروح وطنيّة عالية حشدت الجماهير للخروج ضدّ المستعمر، مبرزا أنّ أحداث 9 أفريل سبقتها أحداث كثيرة منها إضرابات عمّالية، خاصّة في المدن الكبرى.
في تلك الفترة وتحديدا في 12 مارس 1938، دُعي المناضل علي البلهوان (يبلغ من العمر وقتها 29 عاما) لإلقاء محاضرة بقاعة السينما “فاريتي” بعنوان “دور الشباب في المعركة الوطنية”، غير أنّ السلطات الفرنسية منعتها فأصرّ على إلقائها بمقرّ الحزب بباب سويقة.
وقامت السلطات الاستعمارية في مارس 1938 بإيقاف العديد من قادة الحزب، وفي مقدمتهم سليمان بن سليمان (33 عاما) ويوسف الرويسي (31 عاما) والهادي نويرة (27 عاما) في منطقة وادي مليز (جندوبة) بتهمة “التحريض والتباغض”.
وتبعا لهذه التطوّرات، قرّر الدّيوان السياسي للحزب تنظيم إضراب عام يوم الخميس 8 أفريل 1938. وانطلقت في اليوم نفسه مسيرتان بالعاصمة خرجت إحداهما من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة “الغنم” يقودها المنجي سليم.
والتقت المسيرتان أمام الإقامة العامة حيث رفع المتظاهرون شعارات من أهمّها “برلمان تونسي” و”حكومة وطنية”، وقدّر عدد المتظاهرين يومها بـ 10 آلاف شخص.
وفي هذه المظاهرة الحاشدة، ألقى الزعيم الشاب علي البلهوان يومها خطابا أمام مقرّ الإقامة العامة الفرنسية من بين ما جاء فيه : “جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا، قوة الشباب الجبّارة التي ستهدم هياكل الاستعمار الغاشم وتنتصر عليه (….) إنّ البرلمان التونسي لا ينبني إلا على جماجم العباد، ولا يقام إلا على سواعد الشباب).
وفي يوم 9 أفريل من سنة 1938 اعتقلت السلطات الفرنسيّة المناضل علي البلهوان ما أثار غضب المتظاهرين وخرجوا بأعداد غفيرة للتّظاهر، فتمّ إعلان حالة الحصار ووقع قمعهم واعتقال الكثيرين منهم، حيث بلغ عدد الاعتقالات حينها ما بين 2000 و3000 معتقل أحيلوا على المحاكم العسكرية. كما سقط 22 شهيدا و150 جريحا برصاص الاحتلال الفرنسي.