تونس الآن
قدم المخرج حافظ خليفة عمله “الكوميديا الالاهية” مساء الأربعاء ضمن عروض مهرجان ايام قرطاج المسرحية في دورته الثالثة والعشرون.
“الكوميديا الإلهية” عمل مقتبس عن نص أصلي للكاتب والشاعر الإيطالي “دانتي آليغيري “والاقتباس للسعد بن حسين وتقمص شخصيات هذه الملحمة المسرحية ثلة من الممثلين المبدعين من بينهم جميلة كامارا.
وتتألّف المسرحية من 100 أنشودة موزعة على ثلاثة أجزاء هي “الجحيم” و”المطهر” و”الجنة”. ويعتبر “الجحيم” هو الجزء الأكبر والأهم، حسب النقاد والدارسين لهذا العمل.
واقتصر المخرج في هذه المسرحية، على رحلة “دانتي” في عالم الجحيم، حيث وادي الظلمات ووادي العذاب الأليم، وأرواح الناس المعذبة تتساقط كالأوراق، فيعبر البطل الوادي مستعينا بالشاعر “فرجيل” رمز الحكمة ويتجولان معًا في طبقات الجحيم السبع بداية بالدرك الأسفل منها.
والمميًز في هذا العمل المسرحي، الذي تم عرضه مرفقا بترجمة إلى الإيطالية، هو التكامل بين شاعرية النص وجمالية الركح من الناحية السينوغرافية، فالمكان غرائبي عجائبي خارج عن المألوف، وبدا وفيا للعالم الروحي للشخصية البطلة في رحلتها الوجودية بحثا عن المعنى والكمال في العالم الآخر.
واللافت أنّ بداية المسرحية كانت تراجيدية، انطلقت من حالة من التيه والضياع للبطل الذي وجد نفسه في غابة مظلمة تعج بالذنوب والمعاصي، ليتحرر “دانتي” بعد ذلك من المأساة شيئا فشيئا ويواصل رحلته في عالم الجحيم نحو الجنة والخلود.
وتثير المسرحية عديد القضايا المتصل أهمها بالحب والخير والشر والفكر والثقافة، إذ ما رحلة “دانتي” في عالم الآخر بداية من الدرك الأسفل للجحيم صعودا نحو المطهر ثم الجنة، إلا رحلة للبشرية من الجهل والظلام نحو النور وهذا لا يتم إلا عبر المرور بـ “المطهر” أي عبر الفكر والمعرفة وإعمال العقل والحكمة.
ولذلك كانت نهاية المسرحية بضوء ساطع صوّبه المخرج من الركح نحو الجمهور، أثناء مغادرة البطل “دانتي” والممثلين للجحيم في اتجاه الجنة، وكأن المخرج أراد أن يوجه رسالة للناس إن كنتم تودون الجنة فطريقها العقل والمعرفة والحكمة.
ابتسام خراز