يتواصل الحزن مخيما على مدينة جرجيس (ولاية مدنين)، وهي تشيع اليوم السبت 05 من جثامين أبنائها، ضحايا فاجعة غرق مركب الهجرة غير النظامية (يوم 21 سبتمبر)، ومن بينهم أم لا تزال رضيعتها مفقودة، لتهتز كامل منطقة السويل وجعا على فقيدتهم وعلى رضيعة لا تعلم بأي ذنب قتلت.
مشهد حزين ومؤلم حول الشريط الساحلي لجرجيس بالسويحل والعقلة منذ مساء يوم أمس الجمعة، وحتى هذا اليوم، إلى مأتم تتقبل فيه عدة عائلات العزاء على أبناء في ريعان العمر توفوا في عمر الزهور وانقطعت أحلامهم وأحلام عائلات لم تبق لها سوى ذكريات مؤلمة وجرح عميق لن يندمل.
دفن أهالي جرجيس 05 من ضحايا غرق المركب (وعددهم 18 شخصا) وهم ملاك ثم أيمن ومنى ثم محمد وسيف، بعد أن اثبت التحليل الجيني تطابقهم مع عينات عائلاتهم التي تنقل مخبر للغرض للقيام بهذه العملية، وتبقى تحاليل 7 جثث في انتظار النتائج، وقد أعيد أخذ عينة لإحدى الجثث بعد إخراجها من مقبرة الغرباء بجرجيس، أما بقية الضحايا فما زالوا في عداد المفقودين تتمسك عائلاتهم بمواصلة جهود البحث عنهم ليس في البحر فقط بل في البر في غرف أموات المستشفيات وفي المقابر.
وبدت مدينة جرجيس اليوم هادئة بعد ليلة عمد فيها الأطفال بالخصوص اشعال النيران في العجلات المطاطية وفي النفايات.