بقلم: حافظ الغريبي ما فتئ سقف انتظارات التونسيين يتقلص على […]
بقلم: حافظ الغريبي
ما فتئ سقف انتظارات التونسيين يتقلص على امتداد الـ10 سنة المنقضية من عمر الثورة، وبعد ان كنا نحلم بأن نكون موديلا عربيا للديموقراطية وبعد أن كنا نأمل ان تتحول تونس الى دبي شمال افريقيا وان نتحول الى قطب مالي وتعليمي وتكويني وصناعي وتجاري وان نكون بوابة افريقيا نحو أوروبا صار سقف انتظاراتنا أن يؤدي وزراء اليمين ليستقيم حال الحكومة وتبدأ في معالجة لازمات الخانقة ثم تقلص ذاك السقف الى أن أضحى حلمنا الأقصى البقاء ضمن الأحياء في موجة تفشي الوباء الذي لم نعتد له بالتلاقيح ولا بالدواء ولا حتى بالأوكسيجين..
ومرت الأيام ثقيلة علينا الى أن أطل علينا التحوّل المبارك ذات مساء يوم الـ25 من جويلية فقلنا لعلّها إشارة ربانية ان يحدث التغيير في ذكرى عيد الجمهورية ويكتب لنا الله حياة جديدة بديموقراطية حقيقية وليس بديموقراطية الاخوان والفاسدين والمتكالبين على السلطة لكن يبدو انه كلما تقدمت الأسابيع إلا وتقلص سقف الانتظارت… فمن أمل في رسم عهد جديد لا مكان فيه للفاسدين والمتلونين إلى حلم في تعيين حتى مكلف بتسيير حكومة ليكون محاورا مع الأطراف المالية الدولية، ومن أمل في المزيد من الحريات إلى حلم بأن يتم ختم جواز سفرك دون استشارة ثم إلى أمل في أن تكون استشارة دون منع .. ومن الكلام دون أن تكون محلّ مراقبة الى البحث عن ايهما أفضل للحديث بحرية الواتساب أم التلغرام ..
وهكذا شيئا فشيئا بدأ سقف الانتظارات يتقلص مهددا بالسقوط على رؤوسنا، وسقف الحريات ينخفض والرؤوس تُطأطأ إلى حد الانحناء خشية من أن يقع الفأس في الرأس ..فماذا يا ترى فعلنا كي نستحق كل هذا؟