اعتبرت جريدة الشارع المغاربي في عددها الصادر بتاريخ اليوم الثلاثاء، […]
اعتبرت جريدة الشارع المغاربي في عددها الصادر بتاريخ اليوم الثلاثاء، أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد قد يجد نفسه مضطرا مرة اخرى للحسم في الصراعات داخل فريقه وبين أقرب المقربين ومن يسميهم هو بـ “ثقاة الثقاة” الذين تحولوا الى عبء عليه وعلى الدولة وباتوا مصدر ضغط غير مسبوق سلط عليه ودفعه لتحرك عنوانه “الحرب على الاحتكار”.
ووفق الجريدة لم تنته حرب الشقوق في فريق قيس سعيد باستقالة مديرة ديوانه نادية عكاشة ومغادرتها البلاد هي وعائلتها. التجاذبات بين اهم اعضاد سعيد اخذت منحى جديدا مؤخرا عنوانه “معركة مراجعة التعيينات” التي كانت وراء دخول عدد ممن يسمى بـ”جماعة المشروع” في اضراب جوع وحشي كلف وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي من قبل الرئيس بإخماد لهيبه والحيلولة دون تسريب تفاصيله الى وسائل الاعلام.
ولفتت الصحيفة انه تم تعليق اضراب الجوع دون ان يعني ذلك نهاية أجواء الاحتقان والتوتر اللذين ازدادا وازداد معهما الضغط على رئيس الجمهورية بما جعله يغادر اقامته في قصر الرئاسة بقرطاج ويمكث أياما بمقر سكناه في منطقة المنيهلة، حسب ما أكد لـ”الشارع المغاربي” مصدر رفيع المستوى قال ان “الايام التي بقيها سعيد بعيدا عن القصر مكنته من الحسم في عديد الملفات المتعلقة خاصة بما يدور في محيطه”.
يشار إلى أنه منذ ايام قليلة أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد من مقر وزارة الداخلية عن إطلاق حرب بلا هوادة على “المحتكرين والمجرمين”، اعلان حلول الساعة الصفر مثلما قال الرئيس وهو محاط بوزير الداخلية توفيق شرف الدين وبعدد من القيادات الامنية، كان مرفوقا بتصريح لافت شدد فيه على أن حضوره في الوزارة هو بمثابة التأكيد على ان الدولة متماسكة.
تصريح اعتبرت الصحيفة أنه لافت في توقيته وسياقه واضافة الى ذلك هو من المتداول والمألوف في خطاب سعيد الذي وإن يحمل تساؤلات عن مغزاه بالنظر لما يتضمن من رسائل مشفرة فانه واضح لـ”مكونات فريقه” التي كانت مثلا تنتظر ابعاد شرف الدين ففوجئت بسعيد يعلن من الوزارة تجديد الثقة فيه عبر تمكينه من قيادة حرب على الاحتكار تكاد تكون اهم المحطات بالنسبة اليه باعتبارها ستؤسس لسردية نجاح مفقودة منذ نجاح “يتيم” لحملة التلقيح التي أمنت وقتها تواصل شعبية مباشرة بعد اقراره اجراءات 25 جويلية.
ووفق الصحيفة فإنّ الأيام القادمة قد تكون محددة بالنسبة مختلف الفاعلين في محيط رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي فضل حاليا تجديد الثقة في وزير الداخلية وحمايته من “النيران الصديقة” التي طالته بما يعني ايضا “اصطفافا” مع “العائلة” وتحصينا لنفوذها وحلفائها في ادارة شؤون الدولة.
البعض يرى ان ما ينقل الى “الأنصار” فيه “مغالطات” تهدف لضرب شرف الدين وأن هناك “تسجيلات” تثبت ذلك فيما تدافع “اغلبية” من “جماعة المشروع” عن انه لا علاقة للغضب المتصاعد من شرف الدين بمعارك “الشقوق” وبأن تقهقر الثقة فيه اليوم هو نتيجة لـ”تحالفاته الجديدة” ولـ”أخطاء” في ادارة شؤون الوزارة ولقرارات خاطئة يتحمل هو مسؤوليتها في اشارة الى “ملف القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري” والتأخر في احالته على القضاء.
ووفق نفس المصدر فإن رئيس الجمهورية وكما كان مجبرا على الحسم في مديرة ديوانه ووزير الداخلية فانه سيكون على الأرجح مجبرا ايضا على الحسم في حرب الشقوق التي تكبّل “مشروعه” وحادت به عن اولوياته العاجلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالموثوق أن ” النقاشات تدور اليوم حول كيفية الإصلاح حتى لا يضطر اي طرف للدخول في مواجهة مباشرة وواضحة مع أطراف قريبة من الرئيس وتتحمل اليوم مسؤولية صلب” الدولة” وأنّ ” الجميع فضّل التحفظ حاليا لتجنب التصعيد”.