تبقى الحروب فظيعة ومتوحشة ، مهما كانت اسبابها ودوافعها حتى من أجل حماقة نملة.. ومهما استساغها وبارك دمارها اشرار الأرض..
– لكن تأكدوا حتى حروب الافرنجة تختلف عن حروب العرب..
هم يتحاربون غالبا من أجل دَرْء مخاطر الحاضر و تأمين مصالح وسيادة بلدانهم التي تفطنوا من كونها باتت مهددة من طرف قوى اقليمية ودولية.. ثم من اجل تاثيث المستقبل لخمسين سنة قادمة من خلال انتزاع وافتكاك المزيد من المواقع والغنائم وبسط نفوذهم هنا وهناك.. وتحصين قلاعهم لتظل اجيالهم لسنوات عديدة لاحقة تنعم بالامن والقوة والمجد والرخاء ..
– اما نحن العرب..فان اغلب حروبنا وتقاتلنا هي عبثية وحقيرة ، وفبما بيننا .. نشعلها من اجل الماضي..بل بعد قرون قاحلة ومشبوهة ، فاتت ، ولا طائل من ورائها أصلا.
-اننا نتقاتل من اجل” ابي بكر” و”عمر” وعثمان ” و “علي“.. وايهم احقّ بالخلافة..” ثم كيف نثأر لمقتل “الحسين” ..وأي طائفة او فرقة تكون هي الناجية..؟
يتفق الباحثون في علم السوسيولوجيا ..ان الازمات تتشابه دائما في كل الأمصار.. لكن التفكير والسلوكيات وكيفية معالجتها ،، تختلف كثيرا من شعب لآخر..
وغالبا ما تَشْفى بسرعة شعوب الفكر والفنون والابداع والاخلاق الانسانية النبيلة .. وتتجاوز محنتها باقل التكاليف والاضرار والضحايا..بعيدا عن العقائد والتكفير والكنائس..
في حين تغرق في مستنقعات اخرى تلك الشعوب العائمة في بحيرات من الجهل.. والخرافة..والانانية.. وسوء الاخلاق..والروائح الكريهة الأخرى.
هذا هو الفرق المفصلي بين انسان الغرب.. ونحن.. !
– قد يكون ” انشنتاين” اهتدى الى نظرية السفر في الزمن ( الى الوراء طبعا).. عن طريق خصوصية العرب وسجاياهم ..وعقولهم التي لا تستدرجها غير نجمتين او سِمَاكين ..نجمة الصباح و المساء.. وغير ولائم العسل واللبن..ومخادع الحور العين الخافضات الطرف..داخل اعراف الفردوس..
– نتقاتل.. ثأرا للاموات..عبر قصص تاريخية اغلبها كذب وخرافة وأساطير.. وعبر ما وصل الينا من تراث يعجّ بالمدسوس..والمنقّح.. والمشوّه..والمنقوص.
** نظل نحن الاغبياء دائما..هذا كل ما في الامر..
انها حقيقة المسمار والصديد.. بل حقد اليد التي تدق المسمار .. بل أنها مأساة الديك والغراب على رأي ” الاصمعي” ..!!