تسبب حريق جبل برقو الذي اندلع منذ يوم الأحد الماضي ليتواصل إلى اليوم وشمل جبال عين بوسعدية والبياضة خسائر فادحة في القطاع الفلاحي وفي الغطاء الغابي بالجهة.
ورغم مجهودات وحدات الحماية المدنية وأعوان الغابات والجيش الوطني، تواصل الحريق خمسة أيام تقريبا بسبب صعوبة التضاريس واستحالة الوصول إلى مواطن اللهيب، ليخلّف خسائر مادية فادحة طالت حقول الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون وغابات الصنوبر الحلبي وعدد هام من النباتات البرية والحيوانات البرّية والزواحف.
ويعتبر جبل برقو المتميز بثروته الغابية، وجهة لمحبي السياحة الايكولوجية وشاهد على معركة الربع الساعة الأخيرة التي دارت من 8 إلى 13 نوفمبر 1954، وقد بات اليوم يلفّه السواد القاتم والمساحات المتفحّمة التي اندثرت فيها خيرات وثروات الجبل
وقال رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، صبري الولاني إنه “لا يمكن التوغّل أكثر داخل المكان المحترق لخطورته على أعوان الغابات بسبب احتوائه على متفجرات من مخلفات الحرب العالمية الثانية”، مؤكدا، أن الوحدات الأمنية وأعوان الغابات وممثلي السلطة المحلية سمعوا أصوات إنفجارات يرجح أنّها لألغام تعود للحرب العالمية الثانيّة وأكد أنّ الوضع تحت السيطرة، إلا أنّ الحريق أتلف مساحات هامة من الغطاء النباتي وعددا من الحيوانات (خنازير وأرانب بريّة، وزواحف إضافة إلى أعشاش طيور)، مشيرا إلى أن رقعة المساحات المحروقة لم تحدّد بعد، وينتظر تحديدها لاحقا عن طريق الأقمار الصناعية.
يذكر أنّه تمّت السيطرة على الحريق بنسبة كبيرة في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة في انتظار السيطرة عليه نهائيا في الساعات القادمة.