كشفت دراسة حديثة أعدتها منظمة “الارت انترناشونال” حول واقع الخدمات التعليمية في المرحلة الثانوية، حول تفشي ظاهرتي العنف واستهلاك المخدرات في صفوف التلاميذ داخل وخارج المعاهد الثانوية وهي سلوكيات تهدد سلامتهم الجسمية والنفسية أن أكثر من 95 % من التلاميذ في دوار هيشر يتعاطون المخدرات.
وأظهرت الدراسة، التي شملت 3 معاهد ثانوية بدوار هيشر من منوبة أن نسبة كبيرة من التلاميذ يتعاطون المخدرات داخل المعهد حيث صرح 1ر76 بالمائة من التلاميذ في دوار هيشر أنهم قاموا باستهلاك المخدات داخل المعهد في حين صرح 5ر95 بالمائة منهم أنهم قاموا باستهلاك المخدرات أمام المعهد.
كما بينت أن عددا كبيرا من التلاميذ يتعرضون للعنف داخل المعاهد مشيرة الى ان المصدر الاساسي لهذا العنف هو الادارة والقيمين.
كما كشفت الدراسة، تردّي البنية التحتيّة للمعاهد من ناحية النظافة واهتراء الأبنية وسوء حالة قاعات الدّرس والأبواب والنوافذ والأثاث من مقاعد وطاولات وصبورات وغياب التجهيزات والتقنيات والمصادر التعليمية والمعدّات اللازمة لحسن تسيير الدّروس.
كما أبرزت الدراسة افتقار المعاهد في إلى الأنشطة العلمية والثقافيّة والرياضية والترفيهيّة القادرة على تنمية قدرات التلاميذ وصقل مواهبهم والترفيه عليهم وحمايتهم من بعض السلوكيات الخطرة. كما انها تنحصر في صورة وجودها في بعض نوادي الثقافة، التي نلاحظ عزوف الشباب عن ارتيادها نتيجة غياب التجهيزات الاساسية والبرمجة الجذابة وعدم تنويع الأنشطة فيها.
ولعلّ من أهمّ الأسباب التي تساهم في تفاقمهما هو غياب الدعم والعناية النفسيّة أو الصحيّة داخل المؤسّسات التعليمية. اذ لاحظت الدراسة من خلال التّشخيص غيابا كليا لخلايا إنصات متكوّنة من أخصائيين نفسيين واجتماعيين يتمثل دورها في الاستماع للتلميذات والتلاميذ والإحاطة بهم والتواصل مع أوليائهم قصد الوقوف على مصاعبهم ومشاكلهم والعمل على حمايتهم وتوجيهم وإعادة ادماجهم في المحيط المدرسي ضمانا لحقهم في مواصلة التّعليم والحدّ من الانقطاعات ومغادرة مقاعد الدّراسة، إلى جانب حماية المراهقين من المخاطر الصحيّة والانزلاقات السلوكيّة ووقايتهم من تعاطي المخدّرات وممارسة العنف.