مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا انتشر مقطع فيديو قيل إنه لـ”دبابة […]
مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا انتشر مقطع فيديو قيل إنه لـ”دبابة روسية” تسحق سيارة مدنية أوكرانية قرب كييف، وتداولت وسائل إعلام منها ديلي ميل البريطانية الخبر.
وبعد ستة أيام من انتشاره الواسع على المنصات الاجتماعية، تبين أن الفيديو الذي صور من عدة زوايا، ليس لدبابة روسية، بل لمركبة مصفحة تابعة للجيش الأوكراني، وفق ما نقلت خدمة “observers” التابعة لموقع “فرانس 24” بنسخته الإنكليزية عن مصادر متطابقة.
والحادثة التي شوهدت منذ الجمعة الماضي، أكثر من 10 ملايين مرة، وقعت في منطقة أوبولون قرب العاصمة الأوكرانية كييف.
وبينما صادف انتشار ذلك المقطع، أولى أيام الغزو الروسي على أوكرانيا، قالت العديد من الروايات إنه يوثق لحظة دهس دبابة روسية عمدا مركبة مدنية تقودها سيدة.
وبالنظر إلى تعاطف كثيرين مع أوكرانيا، ضد الغزو الروسي، طغت الرواية التي تبدو خاطئة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق خدمة “observers”.
فالمتمعن في الحادثة من الزوايا العديدة التي تتيحها الفيديوهات المختلفة، يتبين من أن الأمر يتعلق بمركبة مصفحة أوكرانية انعكس اتجاهها قبل أن تدهس سيارة مدنية، وفق “observers”.
وبينما تشير جميع المعطيات أن الفيديو موثق بالفعل في 25 فيفري في منطقة أوبولون بالعاصمة الأوكرانية كييف، تشير القرائن المرئية (مثل مسارات الترام وشكل الطريق الذي وقع فيه الحادث وألوان السيارات المتوقفة في الجوار) إلى أن الأمر يتعلق بدبابة أوكرانية، وفق تغريدات لمختصين تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
تتفق التغريدات الجديدة، على أنه بفحص دقيق للمركبة العسكرية، يتبين أنها من طراز Strela-10، وهو نموذج لقاذفة صواريخ مضادة للطائرات يستخدمها الجيش الأوكراني.
يقول متابعون كذلك، إن هناك أدلة أخرى تشير إلى أن المركبة أوكرانية، مثل غياب حرف “Z” الذي يوجد عادة في الآليات العسكرية الروسية، ولا سيما الدبابات والمركبات المصفحة.
علاوة على ذلك، يرى مهتمون بالشأن العسكري، أن هذا النوع من قاذفات الصواريخ أرض جو، ليس مصممًا للقتال المباشر في بيئة حضرية، بينما وقع الحادث في إحدى المدن بالعاصمة كييف.
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، التي لم تعد تشير إلى أن الدبابة روسية، تقول إن سائق المركبة المصفحة كان جنديا روسيا، استولى على الدبابة، وحاول الدخول بها للعاصمة كييف قبل أن ينهال عليه الجيش الأوكراني بالرصاص، وهو سبب انحراف مساره ليصطدم بالسيارة المدنية.
وقالت الصحيفة إن هذه الحادثة وقعت بالتوازي مع حادثة إطلاق نار كثيف على مركبة عسكرية أخرى، سرقها جنود روس، وكشفت أن هؤلاء المنتحلين صفات جنود أوكرانيين تم تحييدهم، إثر محاولتهم دخول كييف بالقوة.
الصحيفة قالت وقتها “تم الإبلاغ عن الحادثين بشكل منفصل في البداية لكن مقطع فيديو جديد نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر أنهما مرتبطين في الواقع، وجزء من نفس المحاولة.
يُشار إلى أن نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار، نشرت تدوينة على فيسبوك، في غمرة تلك الأحداث المتسارعة، التي تلت بداية الغزو، تدوينة على فيسبوك، كشفت فيها أن “الجيش الروسي استولى على مركبات تابعة للجيش الأوكراني وهو يتجه نحو كييف”، ما دعم رواية أخرى زعمت أن المركبة أوكرانية لكن السائق كان جنديا روسيا.
بيد أن عدم مهاجمة الجنود الأوكرانيين للمركبة بعد الحادث أوحى بأن السائق كان أوكرانيا، وليس روسيا، غيّر مسار مركبته بسبب إطلاق النار الكثيف بالقرب من مكان الحادث.
لكن كل هذه الروايات المختلفة حول هوية السائق أجمعت أن المركبة أوكرانية وليست روسية كما ادعت التعليقات الأولى، الأسبوع الماضي.
