في حدث شغل الرأي العام الفرنسي والمتابعين للساحة السياسية لفرنسا […]
في حدث شغل الرأي العام الفرنسي والمتابعين للساحة السياسية لفرنسا تمكنت عاملة النظافة راشيل كيكيه من الدخول إلى قبة الجمعية الوطنية الفرنسية بعد أن افتكت الفوز بجدارة من وزيرة الرياضة السابقة روكسانا ماراسينيانو. وحصلت كيكيه على 51.38 في المائة من الأصوات.
وتعتبر راشيل كيكيه نفسها أنها “محاربة” وتسعى إلى “إحداث ضوضاء” على مستوى قصر بوربون، مقر الجمعية الوطنية الفرنسية. المتحدثة باسم الإضراب الطويل لعاملات غرف فندق “إيبيس باتينيول” في باريس، انتخبت راشيل كيكي نائبة يوم الأحد وتعتزم حمل صوت العمال “غير المرئيين” للجمعية.
لا حدود لطموح كيكيه التي قررت اقتحام عالم السياسة بعد عملها لسنوات عديدة كعاملة نظافة في عدة فنادق باريسية وهو ما يميزها عن بقية المنتخبين الجدد حيث تدخل كيكيه عالم السياسة لأول مرة وهذا لم يمنعها من امتلاك شعبية وسط الفرنسيين منذ إعلان ترشحها.
كيكيه تبلغ من العمر 47 عاما، وهي فرنسية من أصول إيفوارية، وقد ألحقت الهزيمة بوزيرة الرياضة السابقة روكسانا ماراسينيانو وفازت بنسبة 51.38 في المائة مقابل 48.62 لماراسينيانو. وقد ترشحت كيكيه في الدائرة السابعة لدائرة فال دي مارن تحت ألوان التحالف اليساري البيئي والاشتراكي الجديد.
أصبحت راشيل كيكيه معروفة خلال الإضراب الذي استمر 22 شهرا والذي دعت إليه عاملات غرف فندق “إيبيس باتينيول” في باريس، بين عامي 2019 و2021 ، عندما حشدت زميلاتها لمواجهة “ازدراء” الإدارة. وقد نجحت التعبئة في لي ذراع مجموعة “أكور” القوية للفنادق، المالكة للسلسلة. وهو ما جعل راشيل كيكيه وحوالى عشرين من زميلاتها يحصلن بفضل تلك التعبئة، على زيادة في الرواتب وظروف عمل أفضل.
وقالت كيكيه خلال الحملة الانتخابية عن وظيفتها: “إنها وظيفة تدمر الجسم. لما تسببه من التهاب للأوتار وآلام الظهر”، وما زالت تتذكر هذا الشعور، “وكأنها قد تعرض للركل في كل مكان”، بعد أول يوم لها كعاملة نظافة عام 2003.
وبمجرد إعلان فوزها قالت كيكيه: “هذا المساء أنا نائب في البرلمان. نائب منتخبة … من الصعب النطق بعبارة نائب برلماني… أنا صوت من لا صوت لهم. أنا عاملة الفندق، أنا عاملة النظافة، أنا عون الأمن والعاملة الصحية والعاملة في البيوت كل المهن التي لا نراها وفي الجمعية الوطنية سيتم رؤية هذه المهن من خلالي أنا”.
ولدت راشيل كيكيه في عام 1974 في بلدة أبوبو، شمال أبيدجان، لأم كانت تبيع الملابس وأب يعمل سائق حافلة. وصلت إلى فرنسا في عام 2000 وحصلت على الجنسية الفرنسية عام 2015.
وتملك راشيل كيكيه سجلا نقابيا طويلا، باعتبارها كانت وراء الإضراب التاريخي التي نظمته عاملات النظافة في فندق “إبيس” طيلة اثنين وعشرين شهرا من جويلية 2019 إلى غاية ماي 2020، والذي يعدّ الإضراب الأطول الذي شهده قطاع الفنادق في فرنسا وكان رفع الأجور، وتقليص ساعات العمل ودفع نصف ثمن وجبات الغذاء وبطاقة المواصلات من قبل الشركة من المطالب التي رفعتها كيكيه وزميلاتها.