يتحدث المنصف ذويب عن عرض من عروض مسرحية “المكي وزكية” […]
يتحدث المنصف ذويب عن عرض من عروض مسرحية “المكي وزكية” للمين النهدي في إيطاليا.. عرض جرى في ظروف بعيدة كل البعد عن ما هو معهود.. عرض خاص اتسم بالغرابة والغموض في الآن ذاته.. عرض ليس كبقية العروض.
حتي النورمال لا ؟
من جملة عروض المكي وزكية الي نتفكرها عروض الجالية متاعنا في الخارج منها عرض ميلانو يقعد تاريخ فصلها اتصل بي واحد من كلامو عرفتو عايش في بر الطليان:
– برونتو سي المنصف
– الو شكون معايا؟
– سونو كمال نكلم فيك من ميلانو كومي ستاي؟
قلتلو ستاي بيني تفظل قالي تنجموا تجيونا لميلانو قلتلو احن اشني خدمتنا وقتاش الموعد قال النهار الفلاني قداش السوم شيعتو شوية ماقالش لا الحاصل جاء الموعد بعثلنا تساكر درجة اولى نلقاوا ليموزين تستنى في المطار سكنا في وتيل أربعة نجوم موش رخيص في ميلانو الحاصل شيء كبير العشاء في احسن رستوران ما نحكيلكش العز.
من غدوة قلتلو ما ذبي نشوف المسرح الي باش نخدموا فيه قالي أما مسرح؟ انتم باش تخدموا عندي في الدار المادام اسمها زكية وغدوة عيد ميلادها حبيت نهديلها المكي وزكية ريقالو على خاطر كي روحت في الصيف لبنزرت حبت تشوفها افي المهرجان عفسوها قال لامين: أنا ما يهمنيش نخدم في دار في فيراندا في ساحة مدرسة في ثكنة في معمل فوق السطح … الأمور التقنية شوف مع المخرج قلتلو أنا راهي مسرحية ما تجيش في دار يلزم مسرح ويلزم ضوء وسونو قالي: اوكي نو تشي بروبليما جبد عندو تلفون آخر صيحة:
– برونتو ميمو فوليو تياترو لغدوة… بيردوماني سيرا…
بعد السماعة وقالي تحبوا البيكولو تياترو والا لا سكالا دي ميلانو؟ قلتلو لا يا ولدي آش موصلنا للسكالا شوفلنا قاعة عادية قالي: نو تشي بروبلاما بعد ساعة جاه الخبر غدوة عندكم الصالة.
في الليل جانا واحد من القنصلية للوتيل واحد رمز سلم علينا بكل برودة وقال سعادة القنصل ماخو في خاطرو قالكم يلزم تلغيوا العرض لأن احن ما في بالناش بيه والمفروض الأمور هذي اتم عبر القنوات الرسمية ونعلموكم الي الناس الي تتعاملوا معاهم دخلوا بطرق غير شرعية وماهمش تابعين للجالية متاعنا حتي القنصلية ما نتعاملش معاهم لا مضمون لا بطاقة التعريف لا باسبور وانا نبهتكم وانتم تعروفوا الي يصلح بيكم ومشى..
أي من غدوة هزنا كمال للقاعة متاع المسرح صالة تحفونة فيها اربع مائة كرسي ركح واسع مجهزة بالتمام والكمال قالي: فابيني كوزي؟ قلتلو: نعيم التكنيسيان طلياني مكرط فدالكي يهبل عدينا معاه عشوية نقدوا في الضوء جربنا الميكرو وروحنا من غدوة العرض.
في الليل هزنا كمال نتعشاوا في مطعم وديسكو شادينها طرحة ترافلوات منهم واحد تونسي يهبل… كشتل سيقاروومدهولي قلتلو سا محني ما نتكيفاش قالي: حتي النورمال لا؟ قلتلو كمال قصوشي برشة ؟ قالي شكون؟ قلتلو الجمهور قالي أما جمهور؟ انا وزكية مرتي وحدنا بريفاتو قلتلو ما تجيش رواية بلاش جمهور قال انا نخلص تلفت لامين من غادي وقالو: ما هياش حكاية فلوس انا ما نخدمش في صالة فيها زوز من ناس العز كي يبدا المسرح مليان والضحك عاطي مسد يلزمني جمهور باش نتسلطن ماكانش مروح.
قالو كمال: نو تشي بروبليما تحب الجمهور نجيبلك جمهور… بعد علينا خطوات ع الحس وجبد التلفون وبدا يطلب ويعاود ولامين مكرز هذم الفازات الي ما نحبهمش غبارة وبلاش جمهور ملا حصلة…
هكة ورجع خونا كمال مكشبر قال ما لقيتش جمهور جماعتنا خايفين القنصلية خرجت دعاية الي المسرحية حصيلة باش يحصروهم في الصالة والي موش مورقين يروحوا بيهم لتونس…
لامين حرن قالو: ما نفهم شيء انا بلاش جمهور ما نعرضش وغدوة مروح
قالو نو تشي بروبليما الصباح نعملوا دورة في الدومو تو يشوفوكم الناس يكذبو الاشاعة متاع القنصلية مع الحداش متاع النهار هبطنا للساحة متاع الدومو لقيناها ترغي بالتوانسة عرفوا لامين ودارت حضبة : اهلا باللم سيقورو غدوة زكية؟ صار موش إشاعة؟ وين الطرح؟ ما عملنا ساعة في الدومو كان التساكر وفات.
قبل العرض الناس الكل شادة بلايصها آش يعجبك فيه كمال منظم سرفيس دوردر يرعب جابلي واحد جمبة هو بيدو فمو معاود بدنو الكل موشم قالي هذا ميمو من الربوبة متاع السيكيريتي في ميلانو قالي ميموعندكشي ما توصي؟ قلتلو ماذبينا المشي والجي قدام الركح لا والتدخين ممنوع
قالي شنوة التدخين ممنوع ؟
قلتلو التدخين ممنوع
قالي حتي النورمال لا؟
ما عرفت ما نجاوب احن هكة والصالة تملات بالغاشي والدخان عجاجة تقول فوق روسهم سحابة من الريحة زطلت مشيت للتواليت نبل في وجهي نلقى الشبيبة تسطر علي حساب ستة طليت ع اللامين في اللوج نلقاه يغني وحدو ليلة شبات هذي الليلة… مازالت ربع ساعة ع العرض ووحدة بلوندة شدها الضحك كيكيكي تضحك تضحك بالقوي والجمهور تبعها ولات الصالة تضحك والرواية مازالت ما بداتش والجمهور زاهي فوق الزها من غادي زيد هو طلع لامين والقاعة طرشقت بالضحك كل كلمة يضحكوا عليها ساعة ساعة يتزرف واحد في مريول خلعة يطلع يشد الممثل ويتحضنو ويعمل بوسة من هوني ومن هوني يكلم صاحبو يخطفلو تصويرة ويهبط عامل بصابعو فيكتوار وصل مقطع عاطفي فيه شوية شاعرية وبدا لامين جايب ما عندو:
– زمانتها كيف تلاقينا الربيع ربع مرتين وفي دمي تنصبت زردة وعرس عرب قلتلها زكية يا زكية اسمك بشارة من توارخ الزمنية وجهك عصفور ركز على كفي وعويناتك زويتينات ما دخلتش التعاضدية زكية صبية بيضاء وطرية محبتها سبالة امية حبقة حمامة طالع غناية وانا حبيت زكية حبيتها في التربة في السماء في تمعشيق الرعد في هيجة البحر في الموجة الماشية جاية بين احضانها عقلت اهلي وبلادي وسلمت عمري للصدفة… زكية زينتلي عذابي هي تغيب وانا نتغرب لا نعرف نشرق لا نغرب الدنيا تولي ظلام الدقايق تولي أيام تولي شهور تولي أعوام لا يجيني نوم لا يحلالي طعام نولي نهتري باسمها نحلف باسمها نسبح باسمها وتولي المحبة ايمان ويتعبي صدري بمحبة زكية محبة زكية اكبر من صدري ونتكلم ونبوح يزي من الكتمان وخرجت في الشوارع بالصوت المليان انا نحب زكية انا نحب زكية
والصالة اتطرق بالغناء انا نحب زكية انا نحب زكية
يعمل هكة ويطلع كمال علي الركح ومعاه زكية مرتو مراء شبابة قطعة من الزين آش تعرف البنزرتية يا بابا يهبط علي ركبة ونص ويدخل يدو لمكتوبو ويخرجلها قطعة صياغة ترعب هدية عيد ميلادها.