تونس الآن تواصل “الطنجرة” السياسية غليانها بنسق حثيث يبشر بموسم […]
تونس الآن
تواصل “الطنجرة” السياسية غليانها بنسق حثيث يبشر بموسم سياحة حزبية نشط وواعد، وقد تسجل أرقاما أفضل من السياحة الشاطئية، ولا عزاء للنزل ووكالة الأسفار في هذا الشأن لسوء الحظ…
آخر الوفود العازمة على القيام بجولة سياحية جديدة ثلاثة نواب من كتلة “تحيا تونس” اختاروا تبديل السروج لأنّ في ذلك راحة ربّما.
وقد صرّح أحد هؤلاء النواب أنّ المسألة لا تعدو أن تكون مجرّد اختلاف في وجهات النظر، وهذه وجهة نظر هي الأخرى…
لكأنّ نفس هذه الكليشيهات تأبى إلا أن تتكرّر في مشاهد تتكرّر وتتناسخ منذ الانفجار الأكبر لنداء تونس حين اجتمعت الشظايا هنا وهناك وتكونت كويكبات سياسية سرعان ما اتخذت شكلا يؤهلها لدخول فلك السياسة في بلاد لا تتحمّل التشظي حتى تحت مسمّى الديمقراطية… وكأنّ درب التبانة يبدو أكبر من المسار الذي يحويه فاستمرّ في التمطط لينتج كل ساعة وضعا جديدا… وكأنّ من فجّر حزب “نداء تونس” يوما يشرب من نفس الكأس الذي سقى منها زملاءه السابقين في ذلك الحزب الذي ولد متعدّد الرؤوس ككائن أسطوري.
اليوم ينسحب نواب ثلاثة من حزب “تحيا تونس” لسبب أو لآخر، الأسباب سواء مادامت ستفضي إلى نفس المآل: تعيش الأحزاب في بلادنا كزهر اللوز في الشتاء تهزها الرياح فتختار التشكل كثمار قبل أن يدركها الربيع كسائر الأزهار… وحتى الثمار لا تصمد بعد ربيع قصير لأكثر من منتصف الصائفة لتتحوّل سريعا جزء من خلطة لإعداد بقلاوة تلتهمها أفواه لا تحضر الأعراس إلا لتأكل ثمّ تنطلق حلقات النميمة سريعا.
أين يوسف الشاهد الذي منّى النفس الأمّارة بالسياسة بمسيرة طويلة تدعمها فيالق غصّ بها قصر المؤتمرات حتّى مدخل نزل “لايكو” وتاهت السيارات في بحر السيارات وبحّت حناجر المعلنين عن التأييد والمباركة؟ بل أين يوسف الشاهد الذي كان نجم حملة انتخابية أميريّة ارتطم فيها الدولار بالأورو ولم يجد الدينار المسكين مكانا له في رصيد المستشهرين والداعمين؟
هل تدقّ طبول أخرى البوم غير طبول التهليل؟ وهل سيختار بعض أصحاب وكالات الأسفار السياحة الحزبية كـ”قلم” جديد ينافس السياحة الشاطئية والصحراوية والبيئية والعلميّة؟ المشكل في الاختصاص الجديد أنّ الرحلات قصيرة في مسافاتها، إذ لا تتعدّى كرسيا أو اثنين في قاعة الجلسات بالبرلمان ولا تتعدّى أيّاما معدودة قبل فسخ العقد التحزّبي وتعويضه بآخر.
عاشت الحركية السياحية في تونس… حتّى لا ننسى أنّ بلادنا قبلة استجمامية في جميع الظروف والأحوال.