بقلم : عبد الرؤوف بوفتح العدالة الاجتماعية هي النواة المفقودة […]
بقلم : عبد الرؤوف بوفتح
العدالة الاجتماعية هي النواة المفقودة في جل البلدان العربية ومن ضمنها تونس بالطبع.. لذلك تجد العزوف والنفور واللامبالاة والخمول الى حد القطيعة من طرف فئة الشباب خاصة وعدم انصرافهم الى الانتاج منذ الصغر ، وعدم ترسيخ مفهوم ” العمل ” في عقولهم باعتباره قيمة حضارية على مر العصور. في غياب العدالة الاجتماعية يبقى السؤال العميق لدى هؤلاء: لِمَن اعمل وانتج انا ؟ انا انتج ليستفيد الاغنياء والاقطاعيون..ولا اتحصل في النهاية الا على بقايا تمرة.. ولعلهم يرددون بسخرية حكمة مثلنا الشعبي: ” أنا أمسك بِقَرْنَيْ البقرة ، وهم يحلبون”.. وقِسْ على ذلك في العدالة الثقافية والتربوية..وبقية منظومة انهارت وتفككت برمّتها في وطننا الى حد الضحك.. طيلة عشر سنوات.. والتي صارت ظاهرة للعيان من طرف الصغير والكبير..ولا تحتاج الى محللين سياسيين او استراتيجيين. وكأن الذين انقضوا على انتفاضة سنة 2011..هرعوا الى بلادنا خصيصا من كل حدب وصوب..ومن كل صالونات اوروبا.. هبوا انتقاما لتحويل حدائقها الى مزابل وحرائق..والتهام الاخضر واليابس مثل الجراد.. بل لم يتركوا فيها بعض عرق للحياة.. فزاد الفقر.. وانتشرت الخصاصة والجوع. . والمرض.. وعم اليأس والحيرة والذهول مختلف الشرائح والفئات في المجالات كافة مقابل نشر الخديعة وصناعة الوهم .. وعم الفساد واحكام قبضة كمشة من اللصوص والمنحرفين على مقدرات شعبنا..جهارا ونهارا دون رقيب او حسيب وتلك قصة اخرى..على حد قول الروائي الكبير : الطيب صالح.. والاعجب .. الاغرب.. ان فرقة ” الانياب ” السوداء هذه التي كانت تختفي وراء بردعة ” مالك بن انس” وبقية ” فقهاء الضرورة “.. هم الذين اوغلوا فينا الجرح. .. ليس صحيحا.. ان من هو أكثر قيمة ، يجب أن يتفوّق على مَنْ هو أقل قيمة ،، والقادر على العاجز ،، وهي نظرية مفزعة استنسخوها من بطون كتبهم الصفراء وتأويلاتهم وقراءاتهم المشبوهة والمشوّهة وفهمهم المضلّل للحكم واحكام قبضتهم على المجتمعات.. بل هي تُرينا في كل مكان ، في عالم الحيوان ، وعالم الإنسان ، وفي المدن والعائلات أن الأمر قاتل ،، وأنّ العدل لا يمكن له ان يتمثل في سيادة القَويّ على الضعيف.. والبقاء للاصلح. عجبي.. كيف ان اصحاب هاته الاظافر والانياب السوداء..لا يتعظون بملاحم التاريخ..وانهم بلا ذاكرة.. مثل الذباب تماما..!