أعرب عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عن الأمل في أن تسفر قمة الأنظمة الغذائية المنعقدة بمناسبة الجزء رفيع المستوى للدورة 76 للجمعية العامة الممتد من 21 إلى 27 سبتمبر 2021 بنيويورك عن التزام سياسي ملموس وتعبئة فعلية على المستوى العالمي لتحقيق نظم غذائية مستدامة في ظل أزمة الأمن الغذائي غير المسبوقة التي يشهدها عالمنا بشكل أصبح معه شبح المجاعة يهدّد جديا مئات الملايين من البشر.
وأكد أن نجاح المجموعة الدولية في احتواء هذه الأزمة يبقى رهين اعتماد حوكمة عالمية فعالة وعادلة ومتعددة الأبعاد تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الدول النامية والتحديات التنموية والمالية التي تجابهها.
وأبرز الجرندي في كلمته إلى المشاركين في هذه القمة أهمية تعزيز التعاون والتضامن الدوليين وإعادة بلورة آليات العمل متعدد الأطراف لتكون أكثر نجاعة في تأمين الحقوق الأساسية للشعوب ومن أهمّها الحق في الغذاء وبالتالي الحق في الحياة والصحة وغيرها، خاصة في ضوء ما نتج عن جائحة كوفيد-19 من شلل لمسالك التوزيع العالمية للمستلزمات والمواد الغذائية.
ودعا الجرندي في هذا السياق إلى ضرورة معالجة معضلة عبء الديون على الدول النامية والأقل نموا وخاصّة في المنطقة الإفريقية من خلال بلورة حلول مبتكرة كإعادة جدولتها في مشاريع شراكة تنموية.
كما جدد الدعوة لكافة الأطراف في مناطق النزاعات، لتطبيق القرار عدد 2532، الذي اعتمده مجلس الأمن بمبادرة رئيس الجمهورية، والقاضي بإيقاف العمليات المسلحة لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية في زمن جائحة كورونا.
وأكد الجرندي أن تأمين النفاذ لكافة الأغذية السليمة، للجميع وبشكل مستدام وأسعار ملائمة يظل من أهم أولويات تونس ضمن مخططها التنموي وهدف محوري وأساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ، نظرا لارتباطه الوثيق مع أغلب الأهداف التنموية الأخرى كمقاومة الفقر وتوفير الصحة للجميع ومكافحة التغيرات المناخية والحدّ من الفوارق وعدم المساواة.
وجدد في الختام التزام تونس ودعمها المتواصل لكافة الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة وكافة الأجهزة الأممية والمؤسسات الدولية والإقليمية لتحقيق استجابة أفضل لتطلعات شعوب العالم للتنمية والرفاه.