تونس الان:
يستعد التونسيون الى الاحتفال برأس السنة الميلادية يوم الاحد 31 ديسمبر 2023 ، والمؤكد أن اكثر المحلات التي ستشهد اقبالا هي تلك المختصة في بيع الدجاج الى جانب محلات المرطبات، فالتونسيون يلجؤون إلى هاتين المادتين بشكل مكثف في مثل هذه المناسبات.
تتزين محلات بيع الدجاج، قبل حلول هذه المناسبة، بمعلقات وشرائط ملونة، ويحرص أصحابها على عرض منتجاتهم بأفضل الطرق لإغراء الزبائن.
وتمثل هذه المناسبة واحدة من الفصول التي تنتعش فيها تجارة الدجاج في البلاد.
لئن يعتبر استهلاك الدجاج والإقبال عليه بشكل لافت بتونس في رأس السنة الميلادية عادة غذائية تعود عليها التونسيون، فإنها تواجه هذا العام دعوات للتخلي عنها بسبب ارتفاع أسعار الدواجن، واستغلال الباعة لمثل هذه المناسبات لمضاعفة أرباحهم.
لماذا يقبل التونسيون على استهلاك الدجاج دون غيره في هذه المناسبة؟
في حديث سابق للباحث في علم الاجتماع، سامي بن نصر، اكد ان أسباب اجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى العامل التاريخي وراء هذه العادة
وربط بن نصر، حضور مادة الدجاج بأنواعه على موائد رأس السنة بنزوع التونسيين في معظم الأعياد الدينية إلى “الإكثار من الأكل والتفنن في إعداده”.
ويقول إن مناسبات كعاشوراء وعيد الأضحى ورأس السنة ترتبط في المخيال الشعبي بأكلات بعينها يكون فيها الطبق الرئيسي اللحوم بأنواعها.
كما يشير إلى وجود عوامل تاريخية تعود إلى فترة الاستعمار، “إذ نقل الفرنسيون الذين كانوا يقيمون في البلاد هذه العادة إلى التونسيين لتتحول إلى شكل من أشكال المحاكاة والتقليد، وهو ما يفسر غياب الظاهرة في الأرياف التي لم يكن فيها احتكاك مكثف بين المستعمر والأهالي على عكس ما حصل في المدن”.
ويرجع الباحث أيضا إقبال التونسيين على شراء الدواجن إلى تدهور القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين يلجؤون إلى هذه المادة بالنظر إلى تدني أسعارها بالمقارنة مع غيرها من اللحوم.