بقلم: عبد الرؤوف بوفتح استمعت الى رجل جلس هو وصديقه […]
بقلم: عبد الرؤوف بوفتح
استمعت الى رجل جلس هو وصديقه جنب طاولتي في المقهى هذا الصباح، وهو يتحدث اليه بصوت مرتفع عن أخيه الذي يعمل في التجارة .. قائلا :
– تصور يا فلان..ان اخي بمجرد ان يفكر في فِعْل شيء ويضعه في رأسه..تنزل عليه الفلوس من السماء.. بالرغم من انقطاعه مبكرا عن الدراسة.
ضحكت في خفاء على خيبتي.. وكيف اخسر المال والوقت طول حياتي وأخرج في آخر الأمر مفلسا.. منكود الحظ…وكيف ان التعلم وكل فروع الثقافة والمعرفة.. لا تجدي نفعا في ميدان التجارة والربح المادي.. بل ربما تكون مضيعة للوقت وتلهية للحمقى والمغفلين….ههههه
– أعرف شخصا في مسقط رأسي .. لم يقرأ حرفا واحدا في حياته.. وظل مُربّيا وتاجر اغنام. وهو من الأثرياء اليوم.. تزوج أجمل فتاة في عشيرتنا.. وله من السيارات الايطالية والفرنسية والألمانية.. وبيده الحل والربط، ومحظوظ كل من يعاشره ويجلس إليه.. وينال ابتسامته..
– لكني اقول في الختام حتى أقنع خيبتي – ربما –
… ارزاق .. تُساق. يااااروووفا..ههههه
وربي سبحانه وتعالى يعطي من هنا.. ويأخذ من هناك…
والحمد لله على كل حال..
لكن حين أقف في الضفة الأخرى لأتفرج على هزائمي ومُدن أحلامي المحترقة.. أتنفس نفسا عميقا فيه العزيمة وبعض طمأنينة وفرح..
ذلك.. أني تلقيت منذ مدة، دعوة صداقة من امرأة اسمها يدل على انها ايطالية ۔ وهو ما ثبت لاحقا ۔
قبلت الدعوة ظنا مني أنها متزوجة من عربي او ذات أصول عربية بمعنى آخر انها تفهم اللغة العربية نطقا وقراءة .
ومما أکد مزاعم حدسي أنها تتابع في الغالب ما أكتبه سواء عبر صفحة تواصلي الافتراضية او عبر موقع ثقافي اخر اعتبره متميزا ومتنوعا اسمه ۔ جلجامش۔ وهو فضاء يجمع فئة من الرسامين العرب والأجانب لهم باع وموهبة وذراع ، وثلة من الكتّاب والصحافيين والشعراء من مختلف ارجاء الوطن العربي ، ولا يشق لهم غبار کذلك في مجال الكلمة ومختلف الفنون .
المهم اني بادرت بعد فترة ،، بمراسلتها على الخاص لكي أشکرها على اهتمامها ومتابعتها لنصوصي المتواضعة والمقتضبة التي انشرها بين الحين والاخر .
تلقيت اجابتها باللغة الايطالية مما اضطرني الى ترجمتها عبر Google ،وفهمت انها معجبة بما انشره وتتابعني باستمرار .
قلت في نفسي لعلها تستطيع القراءة فقط ولا تستطيع الكتابة بالعربية ، فراسلتها مرة اخرى مستوضحا الأمر ، اجابتني دون تردد انها لا تفهم العربية أصلا ، وانها تلتجئ الى الترجمة الفورية عبر Google ، بعد ترجمتها لأول نص لي ولاقى استحسانا لديها فتمادت على هذا المنوال الى يومنا هذا ..
-أشكرك صديقتي Carmela على ما تتحملينه من مشقة وعناء في سبيل خربشات لا ترتقي الى ما اطمح اليه حقا ..
۔۔ الكتابة لا تحتمل العاهات يا کرميلا، يجب ان تكون معقمة نقية صادقة انيقة حتى يتلقفها المبصر والأعمى، العارف والجاهل، الفقير والامير، العدو والصديق …
۔۔ ما أبعدنا يا carmela عن کل هذا النسيج الذي يشبه النار والثلج معا..!
۔۔ مودتي واحترامي الكبير لـ: کرميلا التي تقف هناك في ضفة المتوسط الأخرى، وهي تنظر الينا مثل غزالة.