قال رئيس مركز تونس للبحوث الاستراتيجية مختار زغدود اليوم السبت […]
قال رئيس مركز تونس للبحوث الاستراتيجية مختار زغدود اليوم السبت إن التونسيين لم يصلوا بعد إلى مرحلة المناعة الجماعية في مجابهة فيروس كورونا بالنظر الى ضعف عدد الإصابات بهذا الوباء في تونس، داعيا الى ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة تحسبا لحصول موجة ثانية للفيروس في سبتمبر المقبل.
وأوضح زغدود في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه لا يمكن الحديث عن اكتساب المناعة العامة لدى التونسيين ضد كوفيد 19 إلا ببلوغ نسبة الإصابات 65 بالمائة من مجموع التونسيين على الأقل، ملاحظا أن نسبة الإصابات حاليا ضعيفة ولم تتجاوز 0.01 بالمائة من مجموع السكان.
وأوضح ان نسبة المناعة العامة لدى الأوروبيين تعتبر أفضل بكثير من المناعة العامة لدى التونسيين، لان الوباء انتشر بكثافة في عديد الدول الاوروبية على عكس تونس التي سجلت عددا ضئيلا من الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد
ويقوم مفهوم المناعة الجماعية على قاعدة أنه كلما انتشر فيروس متسبب في وباء ما بسرعة لدى السكان، كلما سمح ذلك للأشخاص المصابين بتكوين مضادات مناعية تقاوم الفيروس وتحد من توسعه.
وبحسب آخر معطيات وزارة الصحة بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد بتاريخ 15 ماي الجاري 1035 إصابة مؤكدة، تتوزع بين 802 حالة شفاء و188 حالة لا تزال حاملة للفيروس وتخضع للمتابعة الطبية، في حين تم تسجيل 45 حالة وفاة.
ودعا مختار زغدود، وهو أيضا رئيس جمعية الأطباء التونسيين بفرنسا، إلى ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة “تحسبا لاحتمال عودة الفيروس في سبتمبر المقبل وذلك في ظل عدم توفر دواء أو لقاح ضد الفيروس وعدم توفر المناعة العامة للمجتمع”، لافتا في المقابل الى ان نسبة حصول موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد تبقى غير مؤكدة حيث ان عددا قليلا من الفيروسات عادت في موجة ثانية بحسب تاريخ الأوبئة على غرار الحمى الإسبانية القاتلة.
وحث التونسيين على عدم التهاون في اتخاذ التدابير الوقائية والحفاظ على التباعد الجسدي وارتداء الكمامات واتباع أدلة الوقاية الصحية، مبرزا ضرورة توفير التحاليل السريعة للتقصي السريع وتهيئة المستشفيات المخصصة لمعالجة مرضى الفيروس وتأمين الأغذية وغيرها
وقال “يجب أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار أن التونسيين لم يمتلكوا حتى الآن المناعة العامة ضد فيروس كورونا وبالتالي عليها أن تستعد للسيناريو الأسوأ منذ الآن وأن تعمل على ترفيع أسرة الإنعاش وتهيئة المستشفيات المخصصة لفيروس كورونا والمستشفيات المتنقلة وتوفير التحاليل السريعة”.