* فاجأني ابني البارحة بكتابته لهذه الومضة الانيقة والعميقة..التي تحمل […]
* فاجأني ابني البارحة بكتابته لهذه الومضة الانيقة والعميقة..التي تحمل ما بين سطورها الكثير من الاسئلة الحارقة.. وتشير بايجاز الى حالنا الميؤوس منها تقريبا.. نحن العرب ..حاضرا ومستقبلا..
نعم .. لقد راهنت منذ صغر ابنائي ، على ابعادهم بطرق عديدة وملتوية ،، وصرف اهتماماتهم وميولاتهم حول كل ما يتصل بالادب والشعر والقصة والاقصوصة كما كان يتندر الزعيم ” الحبيب بورقيبة” بذلك في مرارة..لاني ايقينت جازما.. ان الذي رِجْله في الماء ، ليس كمثل الذي رِجْله في النار ، وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .. وانّ الذي يدخل هذا الخَلاء لن يخرج منه الا مسلوخا او معتوها اومنبوذا او في احسن الحالات مُشوّها بعديد الحرائق في القلب والذاكرة ..خاصة في وطننا العربي..ولن يجني من ورائه غير المرض..وضغط الدم والخيبة والهزيمة..وكل اشكال الاعاقة ..من سخرية..وفقر..و تشرد..
وما الى ذلك من العذاب المُرّ..
* ابني هذا..تخرج من جامعة في المانيا..اختصاص علمي بحت..وهو يشتغل الان خبيرا..بسويسرا..فكان استغرابي..كيف كتب هذا..
وكانت فرحتي الكبري ايضا.. ليس لانه كتب هذا النص الجميل .. بل لانه فهم ” اللغز” مبكرا مثل الالاف من شباب تونس المهاجر ، وادمغتنا التي صرف عليها اجدادنا وشعبنا دمه.. ثم فرت بجلدها بعد ان تلقفها الغرب وهي جاهزة للعطاء والابتكار والاكتشاف والاختراع والابداع.. وبابخس الاثمان، ليستفيد من ذكائها وتوهجها وحماسها داخل جامعاته ومراكز البحث لديه ، ونحن نتفرج على غُلْبنا ، فلا رجعتْ بضاعتنا الينا ،ولا رجع حمار ” ام عَمرو”.. اي.. نعم لقد تفطن هؤلاء الشباب لاسباب فقرنا ومرضنا وعجزنا وتذيلنا وتتهمشينا وتبعيّتنا .. وماذا يجري عندهم في الغرب هناك.. وكيف يعيدون بسرعة تأثيث حدائقهم وترميم احزانهم ، وتأسيس مجتمعاتهم من تحت الانقاض .. وارضاء موتاهم .. وكيف نتعامل نحن العرب بعد خراب البيوت..بادْهى واغرب واعجب من الخراب نفسه..
مع ان الكارثة واحدة..(عندهم ..وعندنا) .. وأوجعتهم اكثر ممّا اوجعتنا..وأبادت الالاف المؤلفة من اعز واغلى الناس عندهم ، …لكن طريقة التعامل معها، فيما يخصهم.. تختلف جذريا..عما يخصنا..وهي مَربط الفرس في النهاية…
– اخيرا.. ان ابني هذا..هو ضمن هذه الموجة الجديدة من شباب تونس..الذين تخلصوا باكرا من طاحونة الاظافر بالوراثة ..وبيت الطاعة العمياء والتواكل والانهزامية ..واخذوا بناصية العلم ..والمعرفة..وفهموا ان الغرب لم يَبْنِ مجده وتقدمه الا ببناء الجامعات ومراكز البحث العلمي وفتح المختبرات بشتى انواعها واختصاصاتها وتعميمها في كل الاماكن والاقاليم ..وزادوا عليها..مكارم الاخلاق..
نعم .. لقد راهنت منذ صغر ابنائي ، على ابعادهم بطرق عديدة وملتوية ،، وصرف اهتماماتهم وميولاتهم حول كل ما يتصل بالادب والشعر والقصة والاقصوصة كما كان يتندر الزعيم ” الحبيب بورقيبة” بذلك في مرارة..لاني ايقينت جازما.. ان الذي رِجْله في الماء ، ليس كمثل الذي رِجْله في النار ، وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .. وانّ الذي يدخل هذا الخَلاء لن يخرج منه الا مسلوخا او معتوها اومنبوذا او في احسن الحالات مُشوّها بعديد الحرائق في القلب والذاكرة ..خاصة في وطننا العربي..ولن يجني من ورائه غير المرض..وضغط الدم والخيبة والهزيمة..وكل اشكال الاعاقة ..من سخرية..وفقر..و تشرد..
وما الى ذلك من العذاب المُرّ..
* ابني هذا..تخرج من جامعة في المانيا..اختصاص علمي بحت..وهو يشتغل الان خبيرا..بسويسرا..فكان استغرابي..كيف كتب هذا..
وكانت فرحتي الكبري ايضا.. ليس لانه كتب هذا النص الجميل .. بل لانه فهم ” اللغز” مبكرا مثل الالاف من شباب تونس المهاجر ، وادمغتنا التي صرف عليها اجدادنا وشعبنا دمه.. ثم فرت بجلدها بعد ان تلقفها الغرب وهي جاهزة للعطاء والابتكار والاكتشاف والاختراع والابداع.. وبابخس الاثمان، ليستفيد من ذكائها وتوهجها وحماسها داخل جامعاته ومراكز البحث لديه ، ونحن نتفرج على غُلْبنا ، فلا رجعتْ بضاعتنا الينا ،ولا رجع حمار ” ام عَمرو”.. اي.. نعم لقد تفطن هؤلاء الشباب لاسباب فقرنا ومرضنا وعجزنا وتذيلنا وتتهمشينا وتبعيّتنا .. وماذا يجري عندهم في الغرب هناك.. وكيف يعيدون بسرعة تأثيث حدائقهم وترميم احزانهم ، وتأسيس مجتمعاتهم من تحت الانقاض .. وارضاء موتاهم .. وكيف نتعامل نحن العرب بعد خراب البيوت..بادْهى واغرب واعجب من الخراب نفسه..
مع ان الكارثة واحدة..(عندهم ..وعندنا) .. وأوجعتهم اكثر ممّا اوجعتنا..وأبادت الالاف المؤلفة من اعز واغلى الناس عندهم ، …لكن طريقة التعامل معها، فيما يخصهم.. تختلف جذريا..عما يخصنا..وهي مَربط الفرس في النهاية…
– اخيرا.. ان ابني هذا..هو ضمن هذه الموجة الجديدة من شباب تونس..الذين تخلصوا باكرا من طاحونة الاظافر بالوراثة ..وبيت الطاعة العمياء والتواكل والانهزامية ..واخذوا بناصية العلم ..والمعرفة..وفهموا ان الغرب لم يَبْنِ مجده وتقدمه الا ببناء الجامعات ومراكز البحث العلمي وفتح المختبرات بشتى انواعها واختصاصاتها وتعميمها في كل الاماكن والاقاليم ..وزادوا عليها..مكارم الاخلاق..
اي نعم..الاخلاق قبل التدين..وهي التي تصنع الفرد في أبهى انسانيته..وتبنى حضارات لا يغمرها الوهن والنسيان..!
ان كنيسة الفاتيكان..اقفرت حين داهمها الطاعون ،وظل ” البابا” في جُحْره بالليل والنهار يخشى ان يفتح الباب على نفسه..وحتى صلواته ودعواته بمفرده وهو يمسك بعكّاز شيخوخته ،، لن تصل حتى الى أكفان موتاهم وهم يحرقون جثثها.. فلا دخان أبيض يَصّاعد في روما غير الهتافات والغناء والتصفيق في الشرفات للناجين من براثن ” كورونا”..وهم يمدون قلوبهم وحناجرهم بما تبقى فيهم من فرح وامل.. ليس لقداسة ” البابا” التي بها يلهج العَوَام ويزعمون.. بل لقداسةالاطباء والممرضين التي لا بعدها قداسة .. الذين هبوا من كل حدب وصوب مغامرين بحياتهم في سبيل انقاذ الملايين من الناس..ولم يغرسوا رؤوسهم في اروقة كنيستهم..منتظرين مَسيحهم..
– دعوا الشباب العربي في كل مكان..يؤسس لاوطان راقية..منيعة..سليمة..حرة.. خالية من الشعوذة..والخرافة..والجهل الاسود..وحكايات ” علي بن السلطان” و” امّي سيسي”..
اوطان جديدة بكل حيثياتها..عجزنا نحن عن اعدادها .. وتوفيرها لهم..وعشنا مثل البيض الفاسد في اعشاش هجرتها كل الطيور… بل كنا ضحية عقود كاملة من الاستبداد والخديعة..!
** وهذا النص..
المجتمعات العربية
العرب و مقالات العالم ما بعد كورونا.
____
كثيرة هي المقالات التي تتحدّث عن التغيرات التي سيشهدها العالم بعد كورونا، الغريب في الأمر أن أكثرها صادرة من كُتّاب وصحف عربية.
فالعرب كعادتهم .. ينتظرون هذه التغيرات بفارغ الصبر (و الدعاء )
وكأنّ العالم سيتغير لصالحهم …
نعم العالم سيتغير و لكن ليس لصالحكم بل لصالح دول وقوى العلم.
العالم لن يتغير لصالح دول شعارها الكذب والغش و الخداع و الإنتهازية.
العالم سيتغير و ستظهر قوى جديدة أسّست لجيل جديد ، سلاحه العلم والفكر …
العالم سيتغير وسيبقى العرب في إنتظار وباء جديد .
** أمين بوفتح.
– دعوا الشباب العربي في كل مكان..يؤسس لاوطان راقية..منيعة..سليمة..حرة.. خالية من الشعوذة..والخرافة..والجهل الاسود..وحكايات ” علي بن السلطان” و” امّي سيسي”..
اوطان جديدة بكل حيثياتها..عجزنا نحن عن اعدادها .. وتوفيرها لهم..وعشنا مثل البيض الفاسد في اعشاش هجرتها كل الطيور… بل كنا ضحية عقود كاملة من الاستبداد والخديعة..!
** وهذا النص..
المجتمعات العربية
العرب و مقالات العالم ما بعد كورونا.
____
كثيرة هي المقالات التي تتحدّث عن التغيرات التي سيشهدها العالم بعد كورونا، الغريب في الأمر أن أكثرها صادرة من كُتّاب وصحف عربية.
فالعرب كعادتهم .. ينتظرون هذه التغيرات بفارغ الصبر (و الدعاء )
وكأنّ العالم سيتغير لصالحهم …
نعم العالم سيتغير و لكن ليس لصالحكم بل لصالح دول وقوى العلم.
العالم لن يتغير لصالح دول شعارها الكذب والغش و الخداع و الإنتهازية.
العالم سيتغير و ستظهر قوى جديدة أسّست لجيل جديد ، سلاحه العلم والفكر …
العالم سيتغير وسيبقى العرب في إنتظار وباء جديد .
** أمين بوفتح.