يرتفع عادة نسق حركية التونسيين بحلول شهر رمضان مقارنة بالأيام العادية، بحيث تشهد المساحات الكبرى والأسواق اكتظاظا غير مسبوق على امتداد شهر الصيام، كما يعتبر هذا الشهر بالنسبة للتونسيين مناسبة للترفيه عن أنفسهم.
ولكن في هذا العام الاستثنائي وفي ظل الجائحة، دفع التونسيون ثمنا باهظا لهذا التحول في نسق الحركية.. وأيّ ثمن، فتلك الحركية مع عدم احترام البروتوكول الصحي أدت إلى حصيلة كبيرة للوفيات.
وارتكازا على إحصائيات وزارة الصحة التي تعلن عنها على صفحتها بفايسبوك بشكل دوري، وبحساب معدل 70 حالة وفاة كل يوم، فقد بلغت الوفيات طيلة الثلاثين يوم من 13 أفريل إلى 12 ماي 2297 حالة مقارنة بالأيام العادية، فيما بلغ عدد الإصابات خلال الفترة ذاتها 50219 إصابة.
يذكر أن إجمالي عدد الوفيات في أول يوم لشهر رمضان بتاريخ 13 ماي، بلغ 9396 حالة وفاة وسجلنا بتاريخ اليوم 11693 وفاة، والأمر ذاته بالنسبة لعدد الإصابات، حيث بلغ إجمالي الإصابات الجديدة في بداية رمضان 274604 وارتفع الرقم بتاريخ اليوم إلى 324823.
وهذه حصيلة مرتفعة جدّا مقارنة بشهر أفريل بحصيلة 1998 حالة وفاة، كما سجلت أعلى حصيلة وفيات بكورونا في يوم واحد خلال هذا الشهر وبلغت 107 حالة وفاة.
ويعود هذا الارتفاع الملحوظ في عدد الوفيات إلى سرعة تفشي الوباء وتصاعد عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 خلال الفترة ذاتها، حيث بينت إحصائيات رسمية لوزارة الصحة تسجيل بمعدل 1200 إصابة في اليوم الواحد.
وتجدر الإشارة إلى أن الحجر الصحي الشامل الذي أقرته الحكومة في الـ3 أيام الأخيرة من شهر رمضان، بغض النظر أنه لم يتم احترامه وضرب عرض الحائط، جاء متأخرا كثيرا مقارنة بمدى خطورة الوضع الوبائي.