رمضانيات : اخترنا في فقرة رمضانيات أن نتجول بكم اليوم في مصر لنتحدث عن ابرز العادات والتقاليد فيها في شهر رمضان .
تونس الان:
اخترنا في فقرة رمضانيات أن نتجول بكم اليوم في مصر لنتحدث عن ابرز العادات والتقاليد فيها في شهر رمضان .
تعرف شوارع مصر في رمضان بالفوانيس ، فهي اكثر ما يميزها عن شقيقاتها من الدول الأخرى .
فحتى قبل أن يستطلع المسلمون هلال شهر رمضان في مصر وتبدأ الاحتفالات والتجهيزات والاستعدادات، تجد البنايات بمختلف أحجامها وقد تحلت بزينة رمضان المُبهجة وتلألأت بالفوانيس والإضاءات المرتبطة بهذا الشهر المبارك، وتسمع وأنت تسير في الشوارع الأغاني الرمضانية الشعبية
فبعد ثبوت هلال رمضان في مصر تبدأ مظاهر الاحتفال بشهر رمضان بأن يتبادل الأهل والأصدقاء التهنئة بالطرق والوسائل المختلفة، وتبدأ صلاة التراويح مع أولى ليالي شهر رمضان المبارك حيث يتجمع الأصدقاء والجيران لأداء الصلاة في جماعة بعد أن يرتدوا الزي الرمضاني التقليدي المزخرف والمنقوش بالرسومات الإسلامية.
وبعد صلاة التراويح يتبادلون التهنئة بشهر رمضان، ويستريح الشباب قليلاً ليبدأوا أولى مباريات دوري كرة القدم الرمضاني الخاص بكل شارع، ويستمروا في لعب كرة القدم حتى قبل الفجر بساعة تقريباً ليعود كل منهم إلى بيته لتناول السحور مع أسرته.
ثم قبل الفجر بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات يبدأ المسحراتي جولته في الشوارع موقظاً من نام ومنبهاً المستيقظ أنه قد اقترب وقت السحور. ويتجول وبرفقته بعض الأطفال بفوانيسهم مرددين أغاني رمضان وأناشيده في فرح وسرور.
ويجتمع أفراد الأسرة ليتناولوا السحور وسط قرآن ما قبل الفجر وتواشيحه التي تعتبر سمة أساسية في هذا الشهر الكريم في مصر. وبعد صلاة الفجر في جماعة تهدأ الأجواء ليسكن أغلب الناس بضع ساعات قبل أن يُعاودوا نشاطهم في اليوم التالي.
ومع حلول وقت الظهر تبدأ ربات البيوت في تجهيز وإعداد الأكلات الرمضانية والولائم والعزائم، وقد يجتمع بعضهن في بيت العائلة ليتشاركن في إعداد وليمة للعائلة بأكملها، فالتجمعات العائلية واللمة والإفطار الجماعي أهم ما يُميّز شهر رمضان لا سيما في مصر.
وتجد الأطفال يلهون ويلعبون طوال اليوم بالفوانيس، وقد يشاركون في إعداد الطعام، أو حتى قد ترسلهم أمهاتهم لتقديم أطباق من الحلوى للجيران، ويظل تبادل الحلوى مستمراً طوال شهر الخير.
ومن أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر هي موائد الرحمن، وهى موائد طعام تُنْصب في الشوارع لإطعام الصائمين. ويتسابق المصريون في هذا الشهر الكريم إلى إطعام الصائمين، فمنهم من يقوم بتجهيز وجبات أُعدت في المنزل أو تجهيز المشروبات والتمر ويوزعها وقت آذان المغرب على الناس في الشوارع والطرقات.
وما أن يُأذن للمغرب حتى يتسابق الجميع في تقديم المشروبات لبعضهم البعض، ثم يؤدون صلاة المغرب في جماعة، ثم يتناولون طعام الإفطار سوياً ربما لأول مرة منذ رمضان في العام الذي يسبقه.
ومن اهم الاطباق التي توضع على الطاولة المصدرية في رمضان نذكر ، المنسف واللصيمة والبط والمحشي والأرز المعمّر وصوانى السمك والكشك والمخروطة والإبرية والرفرافة والبوظة والويكة والفول النابت والقراقيش والكسكسى والبط.
وفي بعض الأحياء في مصر – خصوصاً المناطق الشعبية التي يترابط أهلها – تجدهم يُخصصون يوماً لإفطار جماعي لكل العائلات في نفس الشارع، فكل عائلة تعد ما تستطيع من طعام، وقبل آذان المغرب تُرص الموائد وتعلوها أصناف وأنواع من الأطعمة التي أعدوها، وبعد الآذان يتناول جميع سكان الشارع طعام الإفطار مع بعضهم في منظر مهيب يكاد لا يتكرر في أي مكان في العالم إلا في مصر.
ومن المظاهر الطيبة في الاحتفال بشه ررمضان في مصر هى “شنط رمضان” حيث يقوم المصريون قبل شهر رمضان بتحضير وتجهيز شنط رمضان، فيقومون بشراء المواد الغذائية الأساسية وياميش رمضان بأعداد كبيرة وتقسيمه على شنط أو حتى كراتين يطلق عليها “كراتين رمضان” وتوزيعها على الأسر الفقيرة حتى تستطيع تلك الأسر صيام شهر رمضان.
وفي العشر الأواخر من رمضان تجد مجموعات من الجيران من نفس الحى يجمعون ما يستطيعون من المال، كل على قدر استطاعته، ليشتروا قبل حلول عيد الفطر ملابس ليوزعوها على الأطفال الأيتام أو الفقراء ممن لا يستطيع أهلهم شراء ملابس العيد لهم. كل ذلك وأكثر من أوجه الخير كمظهر من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر.