عالمية:
أفلت سائح أميركي مغامر من الموت بأعجوبة بعد أن زار المكان الأكثر خطورة في العالم، وهو جزر أندامان ونيكوبار التابعة للهند، حيث تقيم هناك قبيلة لا يبدو أنها ترحب بالغرباء
أفلت سائح أميركي مغامر من الموت بأعجوبة بعد أن زار المكان الأكثر خطورة في العالم، وهو جزر أندامان ونيكوبار التابعة للهند، حيث تقيم هناك قبيلة لا يبدو أنها ترحب بالغرباء، لكن اللافت في الأمر هو أن السائح الذي تمكن من الزيارة ثم الإفلات استخدم حيلة غريبة لا تخطر على بال أحد ونجح في أن يشتري حياته بواسطتها.
ومن المعروف أن جزر “أندامان ونيكوبار” هي إقليم تابع للهند، ويضم 572 جزيرة، منها 38 جزيرةً فقط مأهولة بالسكان، وتنقسم الجزر إلى مجموعتين رئيسيتين: جزر أندامان الشمالية وجزر نيكوبار الجنوبية، ويفصل بينهما قناة مائية بعرض 150 كيلومتراً.
وفي العام 2018 كانت قبيلة معزولة في جزر أندامان قد قتلت رجلاً أميركياً كان قد زارهم بهدف التبشير بالدين المسيحي، حيث لا يزال المبشر الأميركي مدفوناً هناك ولم يتم حتى الوصول الى جثته.
وبحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة “نيويورك بوست” New York Post الأميركية، واطلعت عليها “العربية.نت”، فإن أحدث تواصل مع هذه القبيلة المعزولة تم مؤخراً من قبل سائح أميركي قام بزيارة غير مشروعة الى هناك، لكنه أفلت من الموت بأعجوبة وذلك بفضل “علبة مشروب غازي” وحبة جوز هند قدمهما كهدية، أو كجزية، من أجل شراء حياته والإفلات من الموت على يد تلك القبيلة.
وتقول الصحيفة إن السائح الأميركي ويُدعى ميخايلو فيكتوروفيتش بولياكوف، والبالغ من العمر 24 عاماً، نجح في ذلك حيث تم تجاهله تماماً من قِبل سكان جزيرة “أندامان” وتم تركه وشأنه دون أن يتم قتله أو المساس به.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه القبيلة التي تسكن في جزيرة “أندامان” انقطعت عنها الاتصالات بالعالم الخارجي منذ 30 عاماً، وفقاً لما ذكرته السلطات الحكومية في تلك المنطقة التابعة للهند.
وقُتل آخر شخص غريب زار تلك الجزر، وهو المبشر الأميركي جون ألين تشاو، على يد القبيلة عام 2018، ولا تزال جثته مدفونة هناك حتى الآن.
وأُلقي القبض على بولياكوف، وهو مواطن أميركي من أصل أوكراني، يوم الأحد الماضي بعد أن زُعم أنه استقل قارباً بمقعد واحد إلى جزيرة نورث سنتينل المحظورة في المحيط الهندي، وهو نفس المكان الذي أطلقت فيه قبيلة سنتينل المنعزلة سهماً على تشاو بعد محاولته تحويلهم إلى الدين المسيحي، وفقاً لما ذكرت وكالة “برس ترست” Press Trust الهندية.
وصرح إتش إس دهاليوال، المدير العام للشرطة في الجزر، بأن بولياكوف شوهد وهو ينطلق من شاطئ في جنوب أندامان في 29 مارس الماضي بعد منتصف الليل بقليل، حاملاً جوز هند وعلبة صودا فقط، ادعى أنها “قرابين لسكان سنتينل”.
وتقع جزيرة نورث سنتينل على بُعد حوالي 25 ميلاً غرب المناطق السياحية الشهيرة في سلسلة جزر المحيط الهندي.
وقال دهاليوال لصحيفة محلية: “يجري جمع مزيد من التفاصيل عنه وعن نيته زيارة المنطقة القبلية المحمية”. وأضاف: “كما نحاول معرفة الأماكن الأخرى التي زارها خلال إقامته في جزر أندامان ونيكوبار”.
ووصل بولياكوف إلى مدينة بورت بلير الرئيسية في 26 مارس، ثم وصل إلى الساحل الشمالي للجزيرة، حيث يُحظر الوصول على جميع الغرباء بموجب القانون الهندي، لكن يبدو أن شعب سنتينل تجاهله، وفقاً لما لاحظته الشرطة بعد مصادرة كاميرا جوبرو الخاصة به.
واستخدم بولياكوف منظاراً ثنائي العين لمحاولة رصد أفراد قبيلة سنتينل من قاربه دون جدوى، وزُعم أنه استخدم صافرة لجذب الانتباه.
وبعد فشله في التواصل مع القبيلة، وصل بولياكوف إلى الجزيرة لمدة خمس دقائق تقريباً، تاركاً قرابينه على الشاطئ، وجمع عينات من الرمل، وصوّر مقطع فيديو، وفقاً للشرطة.
وأضافت الشرطة أن الرحلة بأكملها كانت مُخططة بدقة عالية، حيث قالت إن بولياكوف أجرى أبحاثاً حول أحوال البحر والمد والجزر وسهولة الوصول من الشاطئ الجنوبي إلى الجزيرة.
ويؤكد المسؤولون أن هذه لم تكن رحلة بولياكوف الأولى للوصول إلى القبائل المعزولة التي تعيش في جزر أندامان ونيكوبار، ففي يناير الماضي حاول الشاب البالغ من العمر 24 عاماً، وبشكل غير قانوني، الوصول الى قبيلة جاراوا النائية أثناء زيارته لجزر باراتانغ، وفقاً للشرطة.
وتخضع أراضي القبائل للحماية بموجب لائحة جزر أندامان ونيكوبار لعام 1956، التي تحظر الدخول غير المصرح به إلى هذه المواقع.
وتُعدّ قبيلة سنتينيل من بين خمس قبائل نائية تعيش في الجزر، ومعروفة بعدائها للغرباء.
