تونس الآن عاشت تونس أيام عيد الفطر على وقع حرائق […]
تونس الآن
عاشت تونس أيام عيد الفطر على وقع حرائق شدّت إليها الرأي العام ولازالت محل انشغال منه نظرا لتفرقها وتزامنها وما يحوم حولها من شبهات الافتعال.
كان وقع حرائق أيام العيد والتي كانت حصيلتها ثقيلة خاصة في سوق جارة بقابس وواحات الحامة على نفوس التونسيين كان أكبر من ضررها المادّي.
نيران التهبت هنا وهناك ونجح أعوان الحماية في اطفائها كلن ماذا عن نيران الأسعار الملتهبة والتي حوّلت القدرة الشرائية لملاين التونسيين الى رماد ولم يتكلم عنها أحد منك بار المسؤولين او حتى صغارهم.
فوفق المؤشرات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء تسارع نسق ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بنسبة 10،1 بالمائة، وأسعار الأثـاث والـتـجـهـيزات والخدمات الـمـنـزلـيـة بنسبة 7،4 بالمائة مقارنة وأسعار منتجات وخدمات النقل من 5،9 بالمائة إلى 6،7 بالمائة مقارنة ببداية العام الجاري.
وبدورها شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا بنسبة 8،7 بالمائة بالانزلاق السنوي. ويعود ذلك بالأساس الى ارتفاع أسعار البيض بنسبة 20،4 % وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 20،4 بالمائة وأسعار الغلال الطازجة بنسبة 19،5 % وأسعار الخضر الطازجة بنسبة 12% وأسعار الدواجن بنسبة 9 بالمائة.
كما ارتفعت أسعار الأسماك الطازجة بنسبة 9 بالمائة وأسعار مشتقات الحبوب بنسبة 9،1 بالمائة وأسعار لحم الضأن بنسبة 6،6 بالمائة.
إلى ذلك شهدت أسعار الموّاد المصنّعة ارتفاعا بنسبة 9،3 بالمائة، باحتساب الانزلاق السنوي، ويعود ذلك بالأساس الى ارتفاع أسعار مواد البناء بنسبة 11،2 بالمائة وأسعار الملابس والأحذية بنسبة 10،1 بالمائة وأسعار مواد التنظيف بنسبة 6،4 بالمائة.
وفي السياق ذاته، شهدت أسعار الخدمات ارتفاعا بنسبة 4،8 بالمائة ويعزى ذلك بالأساس الى ارتفاع أسعار خدمات المطاعم والمقاهي والنزل بنسبة 7،2 بالمائة وأسعار خدمات الصحة بنسبة 3،4 بالمائة وأسعار الكراء بنسبة 4،5%.
وزادت أسعار النقل بدورها بنسبة 1،4 بالمائة، ويعود ذلك بالأساس، إلى ارتفاع أسعار مصاريف استعمال السيارات بنسبة 2،5 بالمائة نتيجة التعديل الأخير في أسعار المحروقات.
وبهذه المعطيات تكون نيران حرائق العيد على ارتفاع درجاتها وقيمة اضرارها هينة أمام نيران الأسعار البادرة التي كوت الناس كيّا وحولت حياتهم اليومية الى جحيم لم يعودوا معه قادرين حتى على توفير أوكد حاجياته والأوضاع مرشحة لمزيد التأزم.(انظر مقالنا حول ارتفاع أسعار العلف وانعكاساتها على لحوم الدواجن وحتى الحمراء والبيض والحليب)
الغريب أنه وسط كل هذه المؤشرات تتجه أنظار الساسة وخاصة القائمين على شؤون البلاد إلى أزمات مفتعلة وصراعات لا ناقة للتونسيين فيها ولا جمل، ولن يكون لها أي تأثير على حياتهم اليومية ولا على تطلعاتهم المتمثلة أساسا في العيش الكريم والتنمية والتشغيل.
فبين نيران حرائق مفتعلة او طبيعية وجحيم الأسعار “مشى التونسي في العفس”.
حمزة حسناوي