دعت عدة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ أشهر في تونس، لحملة تنظيف مقابر من أعمال السحر في وقت يعتبر فيه مختصون في علمي النفس والاجتماع أن أعمال الشعوذة قديمة قدم تواجد الإنسان لكن أنشطتها تزدهر زمن الأزمات.
وأسفرت حملات التنظيف عن العثور عن الاف الصور والتعاويذ والتمائم، في وقت يحذّر فيه البعض من انتشار هذه الظاهرة واستخدامها في استغلال الناس.
وتحولت هذه الحملات إلى موضوع الساعة لدى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن يعتبرون السحر مجرد تعلة يستخدمها الناس ليبرروا فشلهم بينما يؤمن اخرون بخطورة هذه الأعمال التي تتسبب في تفرقة الأزواج والمرض والبطالة وحتى فقدان مورد الرزق.
ولكن وبعد تلاشي الظاهرة التي استولت لأيام على صفحات التواصل الاجتماعي، عادت الصور المشوهة والملأى بالكتابات الغريبة الى الواجهة.
ويقول الباحث الاجتماعي، فؤاد غربالي “الفقر، البطالة، فقدان الثقة في مؤسسات الدولة، وتأخر سن الزواج في تونس تتصدر الأسباب التي تدفع أبناء البلد إلى الإقبال على محلات الشعوذة”
اما بالنسبة لتفشي ظاهرة “العلاج الرعواني” لدى المشعوذين، يؤكد فؤاد غربالي أنه أمام تراجع منسوب ثقة التونسي في مؤسساته، يجد نفسه “مضطرا للبحث عن مخارج لأزماته بعيدا عن بوابات المؤسسات الرسمية، فعلى سبيل المثال فإن سمعة المؤسسات الاستشفائية التونسية تدفع شريحة واسعة من التونسيين إلى محاولة البحث عن حلول لأزماتهم الصحية في محلات الشعوذة”.
ولا تمنع السلطات هذه الأنشطة، لكن سبق أن أصدرت المحاكم أحكاما قضائية ضد “مشعوذين” بتهم الاحتيال والاختلاس ومنهم من حوكم بتهم التحرش والاغتصاب وحتى القتل.