تونس الآن من النادر أن يشهد اليوم الأول لعيد الفطر […]
تونس الآن
من النادر أن يشهد اليوم الأول لعيد الفطر سلسلة من الحرائق مثلما سُجّل يوم الاثنين حيث يثير حجمها وتزامن بعضها وأماكنها علامات استفهام ستجيب عليها –بالتأكيد- التحقيقات التي فتحت في عدد منها.
وبالنظر إلى ما أكده الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة من أن يوم العيد شهد “اندلاع” 23 حريقا “متفاوتا” فإن هذه الإحصائية ولئن لم تتضمن أية تفاصيل إضافية كفيلة بإعطاء فكرة عن هذا الكم بقطع النظر عن افتراض أن بعض الحرائق بسيطة ويمكن اعتبارها “عادية” فإن ما حصل في قابس وبن عروس وفي بنزرت لا يمكن أن اعتباره مجرد حرائق عرضية.
ففي المنطقة الصناعية ببن عروس اندلع حريق في معمل- كان مقفلا منذ سنتين ويستعمل كمخزن لتجميع الملابس المستعملة- ليمتد على كامل مساحة المعمل ومحيطه والمقدرة بنحو 5000 متر مربع ويطرح حجم الحريق و”وضعية” المعمل تساؤلات ينتظر من التحقيق الإجابة عنها، وافتراضات يحسمها أولا للكشف عن الحقيقة وثانيا حتى لا تضيع أية حقوق وثالثا لوضع الحريق في إطاره الحقيقي.
وفي سوق جارة للصناعات التقليدية وسط مدينة قابس اندلع حريق امتد إلى عشرين متجرا من المتاجر المتواجدة بالسوق وهو حريق تم فتح تحقيقات بشأنه فيما يطرح تزامنه مع حريق بن عروس عدة أسئلة بخصوص الأسباب وما إذا كانت عرضية أو بدوافع إجرامية وعما إذا كانا يحملان رسالة أو أكثر.
أما في بنزرت فإن الحريق الذي اندلع في المحيط الخلفي للمستودع الجهوي للشركة الجهوية لنقل المسافرين بجرزونة لا يمكنه إلا أن يثير التساؤل لأن “مسرحه” مكان مفتوح حيث تستبعد فرضية التماس الكهربائي وتبقى فرضيتا “عقب سيجارة” أو العمل الإجرامي قائمتين.
وبالنظر إلى أن النيران لم تأت إلا على مجموعة من العجلات المطاطية القديمة وغير صالحة للاستعمال، علاوة على بقايا قطع غيار زال الانتفاع بها ومنها مصافي هواء وزيوت غير صالحة أيضا للاستعمال، إضافة إلى عدد من الهياكل المعدنية القديمة والأحراش القريبة، هناك حقيقتان يفترض التوقف عندهما أولهما أن الحريق شب في منطقة صناعية (مثلما هو شأن الحريق في بن عروس) وفي مؤسسة عمومية مما يعطي انطباعا بأن هذا الحريق جاء ليكمل أضلاع المثلث بن عروس- قابس- بنزرت.
المؤكد أن تلك الحرائق التي تابعتها وسائل الإعلام تبدو للوهلة الأولى مفتعلة لكن تبقى الكلمة الأخيرة للتحقيقات لكي تحسم المسألة ليستخلص أنها حرائق عرضية أو إجرامية تحمل ألسنة نيرانها رسائل حارقة ومضمونة الوصول!