بقلم حافظ الغريبي أثارت حادثة إنزال الرئيس السابق لجامعة النزل […]
بقلم حافظ الغريبي
أثارت حادثة إنزال الرئيس السابق لجامعة النزل خالد الفخفاخ من الطائرة بعد ان انطلقت على مدرج الإقلاع استياء كبيرا لدى طبقة المستثمرين خصوصا ولدى بقية الأوساط عموما.
فالرجل الذي امضى وقتا كافيا في الانتظار بأمن المطار الذي قام بالاستشارات اللازمة ثم تم ختم جواز سفره بمعية زوجته لم يكن يتوقع ان يتم استجلابه مجددا لأسباب يجهلها بعد ان انطلقت طائرة الخطوط الفرنسية في اتجاه باريس علما ان ارجاع طائرة كانت بصدد الانطلاق حدث قلما يحصل الا لأمر جلل كإنذار بوجود قنبلة مثلا..
المهم في هذا كله ان الإجراءات الاستثنائية التي يتفهمها الجميع باتت سيفا مسلطا على الرقاب وضغطا نفسيا بعد ان طالت عديد الفئات المهنية التي يتحول منظوريها لقضاء عطلهم أساسا او لضرورات عائلية او مهنية ….
اما رجال الاعمال الذي يعتبر تنقلهم للخارج امرا عاديا وبوتيرة تكاد تكون شهرية لدى البعض واسبوعية لدى البعض الاخر فان الامر يختلف لان التنقل هو أساسا للعمل ولا يمكن ان يتعطل عملهم باي حال من الأحوال .. وحتى من تعلقت به قضايا وهي بالأساس قضايا مالية فإن له من الممتلكات ما يكفي لتغطية قيمة موضوع القضية وأكثر بكثير.
مثل هذا الكلام كان بالإمكان ان يصدر على لسان منظمتهم الاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية لكن وللأسف فان قيادته فضلت الصمت رغم ان رئيسها هو من ضمن المحظوظين الذي التقى رئيس الدولة أكثر من مرة وتحدث اليه في كل المسائل التي تخص منظوريه.
لكن يبدو ان سمير ماجول فضّل الصمت حول ما يحدث منذ أسابيع والذي يمسّ مباشرة منظوريه الذين لم يتوانوا في التجاوب مع نداءات رئيس الجمهورية بتخفيض الأسعار والوقوف الى جانب الشعب التونسي..
فعلى عكس اتحاد الشغل، الذي بادر مباشرة بعقد هيئة إدارية طارئة للنظر في ما حصل يوم 25 جويلية 2021 وما تبعه من قرارات هامة صادرة عن رئيس الجمهورية، فإن رئيس اتحاد الصناعة والتجارة لم يجمع مكتبا تنفيذيا ولا مجلسا وطنيا كما يقتضي الحال بل اكتفى بالاجتماع بسفيري إيطاليا وفرنسا يوم 30 جويلية .. وعلى امتداد الأسابيع المنقضية تواصل منع العشرات إن لم تكن المئات من مسؤولي الشركات من السفر الى الخارج دون ان يبادر بوضع خلية ازمة تتلقى شكواهم وتحصر عددهم وتتصل بالسلط لإيجاد حل لهم..
والأدهى انه لم يحرك ساكنا عندما تم منع من السفر اثنين من أعضاء الوفد الذي يرأسه والذي غادر للاجتماع في إطار مؤتمر لرجال اعمال الدول الفرنكفونية ضمن فعاليات الإعداد للقمة الفركفونية التي ستلتئم ببلادنا بعد أسابيع وهو ما يطرح عدة أسئلة عن الدور الذي تلعبه المنظمة في الدفاع عن منظوريها تحت إدارة سمير ماجول في الدفاع عن المؤسسات الاقتصادية في ظل التحديات المالية الكبيرة التي تعيشها بلادنا وهو الذي لم يجمع المكتب التنفيذي ولا المجلس الوطني منذ انتخابه تقريبا.
فهل اختار ماجول سياسة جحا عندما قيل له ان “الضرب في الدار” فردّ “اخطى راسي واضرب”.
حافظ الغريبي