اعجب احيانا حين يردد البعض حديث إمَام بعد اكثر من أربعة عشر قرنا.. بالسماع، ودون زيادة او نقصان.. كغيرها من ملايين الادعية والاحاديث والخطب والحكم والأشعار ..وهم يتناقلونها فرحين مسرورين.. خاشعين مصدّقين ..مباركين ..طامعين في الأجر والثواب..
** ثم يزيد..رضي الله عنه.
في صبيحة نفس اليوم الذي وقع فيه زلزال سوريا وتركيا ،، وأثناء جلوسي بمقهى لفترة وجيزة، جلس بالقرب مني ثلاثة اشخاص ملتحين :
تحدثت اللحية الاولى ، قالت:
لقد كانت قوة الزلزال : 7 فاصل 2.
– قاطعته اللحية الثانية :
– لا.. لا.. قوته : 7 فاصل 8.
– نطقت اللحية الثالثة مؤكدة :
ان قوة الزلزال بلغت 8 فاصل 4.
ثم زادت..
** انه غضب الله ، وعقابا منه لظلم الحكّام .. وفساد الامّة.. ومن علامات الساعة الكبرى.. وكما قال الرسول الأكرم:
– كما تكونون..يولّى عليكم.
** لم اتمالك.. فقلت لهم :
هذا ليس بحديث شريف اولا..
وثانيا ، لقد اخطأتم جميعا.. في تحديد درجة الزلزال.. فزدتم من عندكم.. وانقصتم في سويعات.. والحال ان جميع وسائل الاعلام بانواعها.. تتحدث مباشرة، وحددت بنسبة دقيقة قوّته.. وزاد احدكم الطين بلّة..بحديث لم يقله الرسول اصلا..
فما بالكم.. بما تنقلونه وترددونه كل يوم بالوراثة من أعاجيب وأكاذيب امور كثيرة منسوبة للسلف الصالح.. مرت على اصحابها قرونا.. اذ كان ذاك السلف كله صالحا حقا..
– زمجر احدهم في وجهي قائلا:
– انت تتجس علينا.. يا سيد.!
اجبته في ابتسامة:
انتم تتحدثون بصوت مرتفع في المقهى.. وانا جالس الى طاولتي جنبكم.. فكيف تسمي هذا تجسسا.. كل ما في الامر اني اردت تصحيح ما ترددونه.. ثم زدت:
– هل سمعت يوما بحدوث زلزال في شمال اروبا.. او كندا ودول كثيرة اخرى.. انها ظاهرة جيولوجية علمية بحتة.. ولا علاقة لغضب الله فيها.. كحديثكم عن اخضرار جبال مكّة وقرب الساعة..
– نطق صاحب لحية اخرى :
– هيّا ننصرف.. يااا جماعة ..نحن الى جانب جاسوس مدسوس.. ثم قال : الا تعرف قول الرسول في التجسس..وغادروا المكان.
** اشعلت سيجارة ، وانا ابتسم ، مرددا في سرّي مقولة علي الوردي :
” سوء حظ ابي جهل ، قتل في معركة بدر ، فلو حالفه الحظ وبقي على قيد الحياة الى يوم الفتح.. لصار من أكبر الصحابة..” !