تونس الآن أمام تعالي بعض الأصوات التي تستعدي الاتحاد العام […]
تونس الآن
أمام تعالي بعض الأصوات التي تستعدي الاتحاد العام التونسي للشغل وأمام وجود أعضاء ونواب في كتلة ائتلاف الكرامة لها خلافات كبيرة مع المنظمة الشغيلة سابقا وحاليا على غرار رضا الجوادي ومحمد العفاس ..وكذلك في ظل تواجد منتمون لروابط الحماية الثورة- والجميع يتذكر أحداث 4 ديسمبر في بطحاء محمد علي – منتمون لحزب سيف مخلوف ..وعلى خلفية تصريحات سيف الدين مخلوف نفسه المضادة لاتحاد الشغل كتب عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الجهوي للشغل بتونس وكذلك النقابي بمستشفى الأعصاب بالعاصمة الحبيب جرجير تدوينة في شكل رسالة وجهها الى سيف محلوف بأسلوب هادىء وكتابة رصينة ومسؤولة فسر فيها كيف يمكن أن يكون مخلوف “ظاهرة سريعة الزوال لأنها تعتمد الشو والبوز وتنمية الأحقاد”-على حد تعبير الرسالة- وشبهه بالبحري الجلاصي والحبيب اللوز معتبرا أن سيف مخلوف ” يقتات” من الشعبوية و”لم يرتق الى مستوى نائب بل بقي عند حد ناطق باسم فئة، مجموعة، لوبي..” وهذا نص الرسالة :
سأخاطبك بأصلي و لغتي من منطلق قناعتي ب”لا تخاطب الناس بالمثل لتصبح مثيلا لهم بل عاملهم بطيب أصلك و إن لم يستحوا”
أستاذ لم أجد في خطابك الانفعالي و الاستعراضي(show) المعتمد على الإثارة و تحريك الأحقاد غير العداء لمنظمة حشاد و للقطاع العمومي و لمدنية الدولة… ثلاث كان على محام و نائب متوسط الذكاء و التفكير المحافظة عليهم و بكل إصرار و قناعة
– هذه المدرسة العمومية التي أهنتها و فضلت عنها مدرسة ابنك الخاصة و مدرسة الرقاب الموغلة في التخلف و الظلامية هي التي مكنتك من الدراسة و التخرج بديبلوم مكنك مما أنت عليه الآن… تعليم وطني، ديمقراطي، حديث و مجاني… هذه المدرسة التي كان عليك رد الجميل لها و الحرص على مزيد دعمها و تمويلها و تحديثها بدل تنكرك لها!؟
“الاتحاد يدافع عن الحرية وأنت تنظر للظلامية ”
تحرص يا سيادة النائب على دغدغة المشاعر و العواطف بحديثك الشعبوي عن الهوية و الوطنية في عداء واضح للمدنية و للحداثة -و للحداثة ليست فقط لباسك للكرافات و تبجحك بالمعلوماتية- و فاتك انه لا حرية فعلية و لا ديمقراطية حقيقية في غير دولة مدنية تضمن و ترعى الهوية و العقيدة و انك اليوم من أكثر المستفيدين بنعمة الديمقراطية و المدنية !
— أما عقدتك و جوهر خطابك سيادة النائب هي حقدك و عداءك لمنظمة حشاد… هذه المنظمة على أخطائها كانت منطلق كل المظاهرات ضد بن علي و نظامه. و لعلك تذكر كل الإضرابات القطاعية و الجهوية لتنعم أنت اليوم بثمرة الحرية… هذا الحقد و العداء الذي يزعج الكثيرين يسعدني للأمانة… لأن الاتحاد يدافع عن المدرسة العمومية و القطاع العمومي و أنت نقيضه و لأن الاتحاد يدافع عن العدالة الاجتماعية و الجبائية و أنت متهرب و نصير المتهربين و لأن الاتحاد يدافع عن الحرية و مدنية الدولة و أنت تنظر للظلامية و تدافع عن الإرهاب
“الاتحاد ليس مقدسا وأنت تقتات من الشعبوية ..”
نعم الاتحاد ليس مقدسا و به أخطاء و تجاوزات و عليه القبول بالنقد و إصلاحها… و لي ثقة ان النقابيين سيقاومون عداءك ليس بشتمك و أمثالك و التمادي في الخطأ بل بسحب البساط من تحت قدميك و من بين بين يديك بمزيد الوحدة و الجرأة و تنقية ديمقراطية منظمتهم و تجويد ممارستهم النقابية و تطوير خطابهم و تواصلهم و تكوينهم و استراتيجيتهم… حين يكون ولاؤهم لمبادئ منظمتهم و أهدافها و ليس الأشخاص و في كل الحالات… حين أراهم و أرى س ق و غ ط يتفاعلون مع مثل هذا النص دون خوف و تذييت و إقصاء
يا سيادة النائب أنت لم ترتقي لدرجة نائب شعب بل بقيت عند حد ناطق باسم فئة، مجموعة، لوبي حتى أترفع عن أوصاف أخرى
يا سيادة “النائب” أنت تقتات من الشعبوية و الإثارة BUZZ… أنت مجرد ظاهرة و الظواهر تحدث ضحيجا كبيرا و تنقرض بسرعة مثلك مثل البحري الجلاصي و الحبييب اللوز و غيرهم… ستذهب الى النسيان و في ذهابك لن تخسر تونس شيئا و سيبقى القطاع العام و تبقى الديمقراطية و المدنية و سيبقى الاتحاد قويا، موحدا و عتيدا . ”
خالد بن أحمد