اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 2 مارس بأغلبية ساحقة، […]
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 2 مارس بأغلبية ساحقة، قراراً يدعو روسيا إلى سحب قواتها العسكرية فوراً من أوكرانيا، داعية إلى فتح باب الحوار والدبلوماسية من أجل إنهاء الأزمة المتفاقمة.
وصوّت لصالح القرار 141 دولة، فيما عارضته 5 دول فقط، هي روسيا وسوريا وإريتريا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية، بينما امتنعت 34 دولة عن التصويت.
هذا القرار، الذي حمل عنوان “العدوان على أوكرانيا”، أكد التزام أعضاء الجمعية العامة بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دولياً، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية.
في حين أعرب القرار، بأشد العبارات، عن أسفه حيال “عدوان” الاتحاد الروسي على أوكرانيا، مشدداً على أنه يعد انتهاكاً للمادة 2 (4) من ميثاق الأمم المتحدة.
فيما طالب القرار الاتحاد الروسي بأن يكف على الفور عن “استخدامه للقوة” ضد أوكرانيا، والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو.
كما يطالب القرار الاتحاد الروسي بـ”السحب الفوري والكامل وغير المشروط” لجميع قواته العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دولياً.
كذلك، أعرب القرار الأممي عن “الاستياء” من قرار الاتحاد الروسي الصادر في 21 فبراير/شباط 2022 والمتعلق بوضع مناطق معينة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا، باعتباره “انتهاكاً” لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، ولا يتفق مع مبادئ الميثاق.
يشار إلى أنه في 21 فيفري الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتراف موسكو رسمياً بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك “جمهوريتين مستقلتين” عن أوكرانيا.
بينما دعا القرار الأممي، الاتحاد الروسي إلى الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في الميثاق وإعلان العلاقات الودية.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تصريحات للصحفيين عقب التصويت على القرار، “التزامه بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة”
غوتيريش أضاف: “رسالة الجمعية العمومية مدوية وواضحة: أوقِفوا القتال في أوكرانيا الآن، وافتحوا باب الحوار والدبلوماسية”، مردفاً: “من واجبي أن ألتزم بهذا القرار وأسترشد بدعوته”.
في حين تابع: “يجب احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة”، محذراً من “الآثار الوحشية للصراع والتي أصبحت واضحة للعيان، وتهدد بأن يصبح الوضع أسوأ بكثير”.
فيما واصل حديثه بالقول: “يريد العالم إنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة في أوكرانيا.. وسوف أستمر في بذل كل ما في وسعي للمساهمة في الوقف الفوري للأعمال العدائية والمفاوضات العاجلة من أجل السلام”.
يشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فيفري، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة “دُمية” (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد “العدوان”.
في المقابل، تقول موسكو إن “العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي”، وحماية الأشخاص “الذين تعرضوا للإبادة الجماعية” من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدعم من وصفتهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.