قال عبد الحميد الجلاصي المستقيل من حركة النهضة في تصريح إذاعي اليوم إنّ قرار الاستقالة من الحركة يعود إلى أشهر خلت وأنّ إعلانه عنها جاء بعد استيفائه لمحاولة الإصلاح من الداخل.
وأكّد الجلاصي أنّ سبب استقالته يعود أساسا إلى دخول النهضة في ”السيستام” وتخليها عن مبادئها كوعاء لمشروع التحرر والعدالة اجتماعية والتغيير والانحياز لقضايا العالم.
وقال: ”النهضة الآن أصبحت جزءا من السيستام ولم تعد وفية لإنحيازها الإجتماعي وأجد أنّ تكلفة ذلك قد تجر إلى خصومة كبيرة على غرار ما حصل في النداء 2015سنة” – شقوق وانقسامات وانسحاباتفي صفوف النداء-
وتابع ”لا اريد أن أختم حياتي مع أناس عاشرتهم لسنوات طويلة بالخصام وخيرت المغادرة”.
وأوضح أنّ المنظومة الحزبية في تونس عموما، بما فيها النهضة، أصبحت مريضة وباتت عبئا على البلاد.
وانتقد ما وصفه بمحاولات ايجاد صيغ للتجديد لراشد الغنوشي على رأس النهضة، معتبرا أنّ ترؤس شخص لحزب أو لدولة أو لأي هيكل لـ 50 سنة لم يعد أمرا ممكنا وأنّ بقاءه طيلة هذه المدة يفتح الباب نحو ثقافة البلاط وبالتالي الفساد.
واعتبر أنّ النهضة ليست ديموقراطية في داخلها وأنّ ذلك سينعكس سلبا على البلاد بإعتبارها الحزب الأوّل، مشيرا في هذا الخصوص إلى ما خلّفته الخلافات في النداء من آثار سلبية على الوضع في تونس.
وانتقد في السياق ذاته التركز الشديد للصلاحيات داخل النهضة في يد راشد الغنوشي.
وشدد الجلاصي قائلا ”آن الأوان لأن تتنحى الأجيال القديمة وتفسح المجال للأجيال الجديدة، مشيرا إلى ضرورة إعادة التفكير في الصيغة الهرمية للأحزاب من أجل خلق أحزاب تشاركية”.