تونس الآن كأنّ حظّنا مرتبط بمسار دراميّ لا ينتهي حتى […]
تونس الآن
كأنّ حظّنا مرتبط بمسار دراميّ لا ينتهي حتى يولد من الرماد من جديد كالعنقاء… في كلّ شؤوننا نعيش مسلسلات.
في موضوع الحال، تعبت عائلة الوليد يوسف وكادت تيأس من استعادته بعد صبر شارف على صبر أيّوب، لكنّ الصابرين نالوا خيرا واحتمى يوسف إلى حضن أمّه الذي لم يلجأ إليه أبدا… هنيئا ليوسف بدفء أمّه، وهنيئا للحضن بنسمة منعشة هبّت عليه من أنفاس يوسف.
لذلك، لم يغب على وزير الصحّة الذي تابع الجريمة طيلة الأيّام الماضية أن يهدي إلى العائلة تهنئة رقيقة ذات بعد تاريخي وأخلاقيّ وعقائديّ قائلا: “هنيئا لأهل يوسف بعودة يوسف، رغم حقد أبناء يعقوب”… تهنئة رقيقة يا سي عبد اللطيف، لكن لا يبدو التعقيب عليها بنفس الرّوح، فقد أطلقت زائرة لحسابه على “فايسبوك” رصاصة سياسية ثاقبة معلّقة: “واحنا أهل كنعان ضاربنا القحط والسخانة ومعاها كورونا”
هل لك من ردّ على التعقيب يا سي عبد اللطيف؟ أهل كنعان ـ جملة لا تفصيلا ـ أولى بالتعهّد ـ كما يستشفّ من التعقيب ـ وشجرة يوسف لا تخفي غابة ملايين الأشجار العطشى… الصّورة طريفة حقّا وصادقة، ولا أظنّني قادرا ـ لو كنت في مكان الوزير ـ على الخروج من مسلسل المساءلة السياسية الذي يشارك فيه من التونسيين من كان مدفوعا بموقف إيديولوجي ومن كان يطلق زفرة حقيقية من وطء القحط والصيف والجائحة عليه.
تونس قناة تلفزية مختصّة في المسلسلات، ومحظوظ من لم يطل برأسه من شاشتها على أهل كنعان…