تُمثل الأعراس فرصة حقيقية للعائلات للالتقاء وإطلاق العنان للأفراح، غير أن تحقيق هذا المبتغى بات يصطدم بواقع التكنولوجيا، التي فرضت على مقيمي حفلات الزواج التكيف معها بتغيير نمط الاحتفال.
ويقاوم مقيمو حفلات عقد القران في الجزائر التكنولوجيا وسُرعة استخدام الهواتف المحمولة، ما دفعهم لفرض شُروط معيّنة على المدعوين وإلزامهم بالتقيّد بها أثناء حُضورهم، حفاظًا على خصوصية الأفراد وحمايتهم.
على رفوف مكتبتها الصغيرة، تُلقي رتيبة دعوة حفل زفاف مريم، وتقف شاردة تفكّر في طريقة تُقنع بها زوجها ليتركها تفرح مع صديقتها المقربة.
وبكثير من السخط تتذمر الأم رتيبة من زمن التكنولوجيا الذي سرَق منها نشوة الفرح في الأعراس، قائلة “يا لهُ من تغيير رَهيب طرأ على عادتنا، الكُل أصّبح مُصورا. لقد فَعلت التكنولوجيا فعلتها بجيل الهواتف الذكية”.
هذا السخط الذي أبدته بعض الأسر والعائلات المحافظة، وجد أذاناً صاغية من بعض مُقيمي الحفلات الذين قرّروا حظر استعمال الهواتف أثناء الحفلات لمنع نشر الصور وتداول الفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي، حال محمد 45 سنة الذي اضطر لإرسال دعوات خاصة لأقاربه تتضمن تحذيرات بعدم استخدام الهاتف أثناء الحفل، حيث يقول “سحبت التكنولوجيا المجتمع، فانقاد مرغماً نحو استخدامها في شتى المجالات، الأمر الذي نتج عنه تغير بعض العادات، من ضمنها إلغاء فكرة الاستعانة بمصور خاص يتكفل بالتقاط أفضل الزوايا التي تمضي أثناء الحفل، هذه العادة نادرة الحدوث في الأعراس في ظل “.