عالمية: شهد العشاء الأوروبي الذي حضره 21 زعيماً أوروبياً بشأن مستقبل أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، حالة من الغضب والاستياء، بخاصة لدى رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني.
شهد العشاء الأوروبي الذي حضره 21 زعيماً أوروبياً بشأن مستقبل أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، حالة من الغضب والاستياء، بخاصة لدى رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني.
وبحسب ما نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية، فقد كان من المتوقع أن تتوج المحادثات بتعيين فون دير لاين لولاية ثانية، لكنها انتهت وسط مزاعم بأن ألمانيا وفرنسا سعتا إلى «تهميش» ميلوني المتشككة في الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قمة العشاء المتوترة إن «الأمر بحاجة إلى إنضاج».
«فشل العشاء»
العشاء الذي أقيم في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل، الاثنين، فشل بعدما عقد رئيسا الوزراء البولندي دونالد تاسك، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، اجتماعاً بصفتهما مفاوضين عن حزب الشعب الأوروبي، وهي كتلة الوسط المحافظة التي حلت في المركز الأول في الانتخابات. وانضم إلى المحادثات المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، وماكرون، ورئيس الوزراء البلجيكي الليبرالي ألكسندر دي كرو، بهدف التوصل إلى صفقة سريعة في شأن فون دير لاين. ومع ذلك، تُرك الزعماء ال21 الآخرون للتكتل في الانتظار لمدة ثلاث ساعات، قبل تقديم عشاء متأخر من سمك البلوق المقلي يليه بابا روم.
«لماذا جن جنون ميلوني؟»
قال أحد المسؤولين: «لقد كان خطأ فادحاً.. كان هناك إحباط كبير، حيث حاول البعض الدفع في اتجاه قرار سريع من دون مشاركة جميع تفاصيل الصفقة، أو إشراك الشركاء في المناقشات». وقيل إن ميلوني «جن جنونها» لأنها «أمضت ساعات في الانتظار بينما حاول الأطراف الثلاثة الآخرون فرض صفقة قائلين إنهم لا يحتاجون إليها». وأضاف أحد الدبلوماسيين «كانت هناك محاولة واضحة لعزل ميلوني، لقد أصيب العديد من القادة بالصدمة، لأن الأمر يتعلق بإيطاليا، العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي». ويسلط هذا المأزق الضوء على دور ميلوني المتنامي في الاتحاد الأوروبي. وقال الدبلوماسي: «إنهم في حاجة إليها.. وهنا ينتهي الدرس الأول».
«تأجيل دعم فون دير لاين»
إلى ذلك، أرجئ أي اتفاق بين الزعماء الأوروبيين في شأن دعم فون دير لاين، لولاية ثانية، أو تأييد ترشيح رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو كوستا، لرئاسة المجلس الأوروبي، ورئيسة الوزراء الأستونية كايا كالاس لمنصب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، حتى 28 جوان، أي قبل يومين فقط، من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة، والتي يخشى الكثيرون في التكتل أن يؤدي ذلك إلى شل عملية صنع القرار.
«هجرة وبيئة»
ومن أجل تأمين دعم ميلوني، وكذلك هولندا، والمجر، وسلوفاكيا، سيتعين على الاتحاد الأوروبي الاتفاق على سياسات مثيرة للجدل في شأن الهجرة والبيئة. ومن المتوقع أيضاً أن تطالب ميلوني بمناصب رئيسية للمتشككين في الاتحاد الأوروبي، كنواب لرئيس المفوضية، حيث تضغط إيطاليا، ودول أخرى، من أجل سياسات أكثر صرامة في ما يتعلق بالحدود واللجوء. وتعزز موقع ميلوني بفعل المكاسب التي حققها المحافظون، والقوميون، واليمينيون المتشككون بأوروبا في انتخابات الاتحاد الأوروبي قبل 10 أيام. وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات: «الأمر لا يتعلق بالأسماء، بل بالسياسة، وأساليب العمل المعتادة، ومحاولة صياغة كل شيء بين المتشككين التقليديين.. لقد غيرت الانتخابات الموازين».