تونس الآن
حين التقطتُ الصورة المصاحبة مباشرة من سطح الحاسوب، راجعت الأمر مرّة ومرّتين… لم أصدّق ما حدث وما يحدث، ولم أستوعب حقّا انّ الديمقراطية “تخلف الهبال”.
في حرم مجلس نواب الشعب، أرفع المنشئات السياسية قدرا وأعظمها دورا، وقع هجوم جماعي من أعضاء كتلة الحزب الدستوري الحرّ على منصّة رئاسة المجلس واحتلوها احتلالا، واضطرّ كلّ من النائبة الأولى لرئيس المجلس والنائب الثاني له رئيسة الجلسة إلى الجلوس في أحد الأجنحة المخصّصة للنواب (العاديين)، وسعت سميرة الشواشي بلباقتها المعهودة وببرودة دم (لا أملكها شخصيّا في مثل هذه المواقف) إلى افتتاح الجلسة العامة المخصصة للنظر في مشاريع قوانين.
وقد رفع نواب الدستوري الحرّ شعار “لا للإرهاب في مجلس النواب” وظلّوا يردّدونه باستمرار. وبعد محاولات عديدة، اضطرّت رئيسة الجلسة إلى الإعلان عن إيقاف أشغال الجلسة ودعت رؤساء الكتل إلى الاجتماع في مكتب رئيس المجلس للنظر في ما استجدّ.
ماذا نفعل يا مجلسنا الموقّر؟ لقد انتخبناكم وفوّضناكم لتحقيق حلمنا ببلد حرّ وديمقراطي تعدّدي فإذا “الديمو قرّطتنا” وكبّلتنا وأنهكتنا وقتلتنا. نريد أن نبعث من جديد في أجواء أرقى من المغالاة والمتاجرة بالإيديولوجيا في زمن الكساد الاقتصادي والإنهاك الشامل وكورونا.
عندي اقتراح…
بطحاء المجلس رحبة وتتّسع للمعارك بالعصيّ والهراوات الإيديولوجية، وكلّ من له هواية رفع التحدّي بإمكانه أن يدعو خصومه إلى تلك البطحاء ولينجز ما أنجزه غيره حين تتيه الحكمة في سوق الحكّام.
ناجي العباسي