وطنية: توجّه نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج اليوم الجمعة بكلمة للفرنسيين بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية.
توجّه نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج اليوم الجمعة بمقر سفارة تونس بفرنسا حيث تم احياء اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية بكلمة للفرنسيين.
وجاء في كلمة وزير الخارجية وفق بلاغ للوزارة ما يلي:
السيد سفير فرنسا ،
سيداتي وسادتي،
يسعدني أن أتوجه الى سعادتكم، نيابة عن الحكومة التونسية، بأحر التهاني وأطيب التمنيات بمناسبة العيد الوطني لبلدكم.
من خلالكم أتوجه بهذه التهاني إلى جميع أبناء وطنكم متمنيا لهم المزيد من الازدهار والتقدم. ان تاريخ 14 جويلية يرمز الى الثورة الفرنسية، التي تجاوز صداها الحدود الجغرافية لبلدكم والقارة الأوروبية بأسرها.
لقد عززت أهمية الرسائل التي انبثقت عن ثورة شعبكم إلى حد كبير مكانة ومساهمة فرنسا في مسيرة العالم. وهذا يجعلني أفكر أيضًا في الطابع العالمي لرسالة الشعب التونسي وسعيه الدؤوب على مر التاريخ من أجل أن ينعم بحياة كريمة في كنف الحرية بالنسبة للذين ترعرعوا بين أحضانها والوافدين عليها في كنف الذكاء والمرونة والصمود دون تنازل أو عنف.
ونحن في تونس نفتخر بهذه الأرض المعطاء، التي تدمج وتجمع كل الاختلافات في الأصول باعتبارها تمثل مصدر ثراء وتنوع فيما بينها.
وإذ أتوجه بالتحية إلى كل مواطنينا مزدوجي الجنسية، الذين هم أبناء بلدينا في نفس الوقت، والذين يجب أن نعمل من أجلهم بلا كلل، حتى يشعروا كذلك بالحماية والدعم والإحاطة.
لقد أعطي عدد كبير منهم الكثير لبلدينا وساهموا في اشعاعهما، في قطاعات واعدة أكثر مما تم تحقيقه في الماضي.
ان علاقاتنا الثنائية التاريخية تتميز بالكثافة والثراء والتنوع، ولها إمكانات هامة، لا سيما في القطاعات ذات القيمة المضافة، وحتى أكثر مما كانت عليه في الماضي.
لقد أعطى التفاهم والتشاور بين الرئيسين سعيد وماكرون دفعا كبيرا للعلاقات القائمة بين بلدينا، اللتان تتعاونان أيضًا بشكل مكثف وناجع في مختلف المحافل الدولية لمواجهة التحديات الكبيرة التي لا يمكن لنا مواجهتها الا معا أو في اطار تجمع دولي.
ونحن نرحب بتطلعاتنا وأهدافنا المشتركة لبلدينا وشعبينا، وكل الجهود التي يتم بذلها لتحقيقها. وفي الوقت نفسه نحتاج إلى التحرك بشكل جيد وفي انسجام مع احترام الاختلاف في توجهاتنا وثقافاتنا ومفاهيمنا ومسارنا التاريخي. لأنه من خلال هذه القراءة الذكية للمواقف، والرؤية طويلة المدى، التي تحمي وتحافظ على الأساسيات، يمكننا المحافظة على هذا التفاهم المتبادل وهذه الشراكة الاستراتيجية والمثمرة لكلا الطرفين، على قدم المساواة.
لقد لمست، خلال مختلف مراحل الزيارة التي أديتها مؤخرا إلى فرنسا ونقاشاتي مع سامي المسؤولين هذا الالتزام القوي والصادق بهدف الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب ولا سيما على المستويين الثقافي والاقتصادي. وفي كل لقاء أجريته، اتضح لي أنه يتعين علينا مزيد العمل سويا.
وأغتنم هذه المناسبة للتذكير بأهمية دور بلدكم صلب الاتحاد الأوروبي، شريكنا الاستراتيجي، لتحقيق أهدافنا المشتركة ولتعزيز علاقاتنا على المستوى الثنائي.
عيد وطني سعيد لجميع أصدقائنا الفرنسيين!
وتحيا الصداقة والتعاون بين تونس وفرنسا.