مع وقوف إسرائيل على أعتاب هجوم بري ستدخل فيه قطاع غزة ردا على هجوم حماس الأخير، تكثر التحليلات المحذرة من مواجهة إسرائيلية أثمانها باهضة ستكون فيها إسرائيل أمام “متاهة أنفاق حماس الكابوسية” التي يبلغ طولها حوالي 500 كم تحت الأرض.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن إسرائيل ستواجه مترو أنفاق في غزة يبلغ طوله حوالي 500 كم بعمق حوالي 13 متر تحت سطح الأرض ومجهز بـ“أفخاخ متفجرة”.
وعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية مدربة ومجهزة جيداً، وتتفوق في العدد على خصومها من حماس، فإن ساحة المعركة التي تنتظرها في غزة يمكن أن تتسبب في خسائر فادحة.
ويعمل مقاتلو حماس في شبكة معقدة من الأنفاق المعززة، كلها يمكن أن تخفي كميناً، أو تكون مفخخة أو مليئة بالمتفجرات ومعدة للانهيار، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي سيظل بحاجة إلى نشر مئات الآلاف من القوات لاجتياح “مترو غزة” وتحييد كل مقاتلي حماس.
وقالت حماس في عام 2011 إنها قامت ببناء أنظمة الأنفاق بطول 500 كم ، وعلى الرغم من أن المحللين يشتبهون في أن هذا الرقم مبالغ فيه، فمن المؤكد أن الجماعة قامت بتوسيع الشبكة بشكل كبير منذ ذلك الحين.
وحذر سام كراني إيفانز، المحلل العسكري من أن مقاتلي حماس من المحتمل أن يقوموا بتلغيم الأنفاق ونشر العبوات الناسفة لشل قوات الجيش الإسرائيلي المكلفة بتطهيرها.
وقال أيضا إن المعارك فوق الأرض ستكون دموية بنفس القدر، حيث ستتمكن حماس من الاختباء في المباني المدنية لإجبار وحدات الجيش الإسرائيلي على الدخول في صراع حضري “مرير”.
وأضاف: “من المحتمل أن يتم استخدام طائرات بدون طيار لإسقاط قنابل على القوات الإسرائيلية، وسيتم نشر العبوات الناسفة لإبطائها”.
وقال كولين كلارك، مدير الأبحاث في مركز صوفان للأبحاث ومقره نيويورك، إن حماس “تعرف أنفاقها عن ظهر قلب”.
وأضاف: “ربما يكون بعضها مفخخا، وأضاف أن الاستعداد للقتال في مثل هذه التضاريس، سيتطلب معلومات استخباراتية واسعة النطاق، ربما لا يملكها الإسرائيليون”.
من جانبه، قال أندرو جالر، ضابط الجيش البريطاني السابق، إن “الانتقال من منزل إلى منزل لتأمين المباني التي يحتمل أن تكون مفخخة يعني جلب خبراء إبطال مفعول القنابل بمعدات مرهقة مثل السلالم والحبال والمتفجرات، ربما كل ذلك أثناء تعرضهم للنيران وفي الظلام”.
وكانت الأنفاق من بين أدوات حماس الأكثر فعالية خلال حرب عام 2014 مع إسرائيل، حيث استخدمها المسلحون لنقل الأسلحة، ودخول إسرائيل، ونصب كمين لجنود الجيش الإسرائيلي، وفي بعض الأحيان العودة إلى غزة عبر الممرات تحت الأرض.
ولكن يُعتقد أن حماس قامت بتوسيع شبكتها بشكل كبير منذ ذلك الحين، ربما استعدادا لهجمات 7 أكتوبر.
وحاولت إسرائيل منذ فترة طويلة القضاء على شبكة الأنفاق، لكن تلك مهمة ليست بالسهلة بسبب صعوبة اكتشاف الأنفاق.
ويتم تدعيم الأنفاق بالخرسانة لحمايتها من الغارات الجوية ومن الانهيار.
وتُظهر اللقطات من داخل بعض الأنفاق أنها ليست طويلة بما يكفي ليتمكن المقاتلون من الوقوف بشكل مستقيم.
لكن بعضها الآخر مبني بشكل جيد ومعزز وكبير بما يكفي لتمكن القوات من الركض عبره.
وتتفرع شبكة مترو الأنفاق الآن لمئات الأميال عبر قطاع غزة لتصل إلى مدن خان يونس وجباليا ومخيم الشاطئ للاجئين.