لاحظت دورية للحرس الوطني أثناء قيامها بتفقد الشريط الساحلي بشواطئ […]
لاحظت دورية للحرس الوطني أثناء قيامها بتفقد الشريط الساحلي بشواطئ غار الملح ببنزرت أمس الأحد 23 أكتوبر 2022، تجمع لبعض الأشخاص بصدد متابعة رجل مسن يصارع الامواج بعد ماجرفه التيار.
ووفق ما ذكرته صفحة المتحدث الرسمي بإسم الادارة العامة للحرس الوطني فإنه وبمجرّد تبيّن حقيقة الأمر تدخل أحد الأعوان ولحقه وقام باخراجه للشاطئ منقذا نفس بشرية من الغرق بعد صراع مع الامواج والتيار دام قرابة 20 دقيقة.
أحد المواطنين الذين كانوا على عين المكان وشهدوا الواقعة كتب تديونة جاء فيها ما يلي:
شاطئ سيدي علي المكي ، غارالملح الأحد 23 أكتوبر الساعة الثالثة ظهرا…
كنٌا بصدد السباحة في أجواء عادية ، مع بحر هائج نسبيٌا و قوة جزر قوية ، حتى صرخت مجموعة من الرجال أنهم فقدوا رفيقا لهم…
نظر الجميع الى الساحل البعيد و كانت الصدمة ، البحر يسحبُ أحدهم إلى الأعماق حتى كاد يغيب عن الأنظار ، و لم يكن فينا ماهرُُ في السباحة يتجرأ على مواجهة الأموج….
صمتُُ و يأس و نظرات تائهة و أسئلة و لون رماديٌُُ رأيته بعيني سيطر على الجو…لا يقتلُ البشرَ في الحقيقة إلاٌ العجز…..
في لحظة توقفت سيارة الحرس الوطني و كانت مارٌة بالصدفة…نزل الأعوان و استفسروا عن الأمر ، و دون تردد نزع أحدهم ثيابه ( أظن إسمه عصام، رفض بالمناسبة تصويره ) و ذهب بعيدا بعيدا في الأعماق حتى غاب الإثنان عنٌا هو و الغريق…
أربع أو خمس دقائق أو أكثر كانت طويلةََ على الجميع حتى أطلٌ علينا رأسان من خلال الموج…
إنبعاث حياة ، إنسانية تتجلى و من ثمة عناق و حميمية و رفض هدايا…الغريق رجلُُ أخمٌنُ أن يكون في السبعين من العمر ، كان تَعِبا و لكنٌه حيٌُُ لا بأس عليه..
اليومَ ، و لم يحدث منذ زمن ، رأيتُ الوطنَ الذي أحبٌ الذي أحلم ، رأيتُ الدولة التي يجب أن تكون ، رأيتُ المواطنةَ التي تغرق و ليس من منقذ..
أعوانَ مركز الحرس الوطني البحري بغارالملح ، من قلبي محبةََ بلا حدود و تحية رجولةِِ للرجولة و الإنسان…