فرنسا/ القصة الكاملة للتونسي الذي انقذ 17 شخصا من موت محقق
الوجه الآخر:
تمكن مواطن تونسي مقيم في فرنسا من إنقاذ 17 شخصا من الموت المحقّق بعد نشوب حريق في عمارة بمنطقة "Romans-sur-Isère"
تمكن مواطن تونسي مقيم في فرنسا من إنقاذ 17 شخصا من الموت المحقّق بعد نشوب حريق في عمارة بمنطقة “Romans-sur-Isère” فجر يوم الجمعة الماضي.
وإعتاد التونسي عز الدين حمدي النهوض فجر كل يوم، ليلتحق بعمله في مخبزة تقع تحت عمارة بالمنطقة المذكورة لكنّ فجر الجمعة الماضى وتحديدا الساعة 3:54 كان مختلفاعن غيره من الأيام، فقد تفاجأ عز الدين بألسنة النيران تتعالى من المبنى، ترافقه صيحات النجدة من المتساكنين المحاصرين بالحريق.
ولم يتردّد التونسي فوز سماعه صراخ الناس المحاصرين بسبب الحريق من القفز مباشرة إلى سلم العمارة لتسلمه لإمرأة طفلاً، ينزل به وينقذه ثميعود لمساعدتها ومساعدة المحاصرين الآخرين.
وبوصول رجال الإطفاء، تولوا زمام الأمور. وتمكنوا من السيطرة على الحريق رغم أن النيران أعاقت طريقهم بعد وصولها إلى سلم العمارة.
وفي الأثناء كان عز الدين بصدد إطفاء واجهة المخبزة التي كان يعمل فيها وقد وصلت إليها النيران، حسب تصريح لملازم الحماية المدنية بابتيست ديفيس الذي أكّد أن متساكني العمارة التي اشتعلت فيها النيران والذي لم يكن راغبا في التحدث إلى الصحفيين، كان يردّد ببساطة: “لقد أنقذ الجميع”، مشيرًا إلى عزالدين.
ولم يكن عزالدين متمكنا كثيرا من اللغة الفرنسية، وكان مصدوما من هول الحادثة خاصة بعدما رأى بأم عينيه أثناء عملية الانقاذ امرأة تلقي بنفسها من الطابق الثاني وظهرها مشتعل ثم تهبط على الأرض، مصابة بجروح بالغة.
ووفق ما نقلت مواقع فرنسية لم يصب عز الدين بجروح، فقط بعض الآثار التي بقيت على قميصه من الرماد، مع قطع من الألمنيوم المذاب.
وحسب نفس المصدر فإن المخبزة التي يعمل فيها عز الدين تضررت ولن يتمكن من فتحها خلال الأيام القليلة القادمة.
وفي تفاعل مع الحادثة أجرى نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أمس السبت، من سان بطرسبورغ اتصالا هاتفيا بالمواطن التونسي المقيم بفرنسا منذ سنوات عزالدين حمدي.
وأثنى نبيل عمّار وفق بلاغ للوزارة خلال هذا الاتصال على عمله البطولي وروح التضحية والشجاعة التي تميّز بها المواطن التونسي، متمنيا له التوفيق.
يذكر ان امراة واحدة من متساكني العمارة التي اتت عليها النيران تعرّضت الى حروق وهي الوحيدة التي لم يتمكّن السيّد عز الدين حمدي من انقاذها.