تونس الان:
يواصل التونسيون متابعة مسلسل “فلوجة” على قناة الحوار التونسي في حلقته الخامسة التي بثت ليلة البارحة والتي كان لها صدى إيجابي نوعا ما وهذا ما عبر عنه رواد موقع فايسبوك.
قد يكون المسلسل طرح عديد المواضيع المحرضة على تعاطي المخدرات والاقراص المخدرة ويحرض على العنف ويمس من هيبة الاطار التربوي والمؤسسات التربوية العمومية وأيضا الأمنية ولنذهب بعيدا أيضا انه لا يحترم العائلة واعتدى على قدسية بعض العائلات المحافظة لكن لا يمكن الجزم نهائيا بأن هذا المسلسل سيء تماما .
الحلقة الخامسة لليلة البارحة تضمنت اكثر من لقطة قد تكون انقذت المسلسل من سيل الانتقادات والسهام الموجهة له وتكشف ان لا شيء مطلق ، وأن كل شيء نسبي.
نعيمة والقط
لقطة نعيمة الجاني مع قطتها اثارت تعاطفا واسعا من المشاهدين ، في البداية لم يظهر القط لكن ظهر صوت نعيمة الجاني تقول ” كول انت انا معينش يعيش ولدي ” الجميع اعتقد ان لها ابنا لكن عندما تحركت الكاميرا الى من تحدثه الجاني تبين أنه قط ،قط جميل يرافقها في المنزل تحدثه ويستمع اليها تعامله كابنها واحتضنها كأمه.
هذا المشهد لخص إمكانية ان يبتعد الانسان عن البشر ويكتفي بصديق واحد لا يؤذي وربما يكون افضل من البشر.
التلميذة والسروال “المقطع“
اللقطة الثانية لقطة الأستاذة التي انقذت التلميذة من عدم اجتياز الامتحان ، التلبميذة كانت ترتدي سروالا “مقطعا” ليمنعها القيم من دخول قاعة الدروس بتعلة تطبيق القانون.
المشهد تضمن تدخل الأستاذة لتصطحب التلميذة ويتبادلا السراويل ، مما يسمع لها بالدخول لاجراء الامتحان .
قوة المشهد تمثلت في موقف مديرة المعهد التي قالت “نطبقو القانون أي ..اما مصلحة لولادنا قبل كل شي ..مش معقول نقضوا على مستقبل تلميذ بسبب سروال”.
الأصدقاء
غياب رحمة ، اختفاء ، خطف ، فرضيات قائمة لكن المعلوم انها المختفية وهي شخصية محورية في المسلسل ، اختفاء رحمة كشف مدى تأثر اصدقائها بغيابها ، حتى خيم الحزن عليهم جميعا ، وفي حلقة البارحة خرجوا جميعا الى الشارع لينشروا صور صديقتهم في الشوارع والطرقات والمحطات واستغلوا وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن صديقتهم بما يحيلنا الى الصداقة كقيمة بدأت في التلاشي اليوم.
الحب ، الصداقة ، العلاقات الإنسانية ، علاقة الانسان بالحيوات الاليفة، كلها قيم إنسانية بطريقة او أخرى يجب دائما التذكير بها واحيائها.
نختلف مع الجمني في طريقة طرح المواضيع في المسلسل لكن لا يمكن وضع حواجز للابداع والأخير ليس بالضرورة محاكاة للواقع كما لا يمكن ان يكون انتاج سيء تماما او لا يحمل أي رسائل إيجابية.