كشفت رسائل وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كيلنتون التي جرى […]
كشفت رسائل وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كيلنتون التي جرى كشف السرية عنها مؤخرا مؤامرة فرنسية بريطانية لتقسيم ليبيا إلى دويلات صغيرة.
ونظرا لخطورة الأمر أصرت هيلاري على إيضاح مصادر المعلومات وهي: أعضاء بارزين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، فضلاً عن مسؤولين من أعلى مستويات الحكومات الأوروبية، وجماعة الإخوان المسلمين وأجهزة المخابرات الغربية والمخابرات الأمريكية.
واشتملت الرسالة على خمسة نقاط، جاءت كالتالي:
1- خلال الفترة الممتدة بين منتصف جانفي 2012 إلى مارس 2012 قام ضباط المديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي –المخابرات الفرنسية- وجهاز المخابرات البريطانية السري بتنشيط اتصالات طويلة الأمد مع زعماء القبائل والمدنيين في شرق ليبيا في محاولة لتشجيعهم على إنشاء منطقة شبه مستقلة في إقليم برقة التاريخي (برقة بالعربية). ووفقًا لمصادر مطلعة للغاية بدأ هذا الجهد من قبل مستشاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد شكاوى من قادة الأعمال الفرنسيين المعنيين من أن الحكومة الليبية الجديدة لم تكافئ الشركات الفرنسية بشكل مناسب على الدور القيادي الذي لعبته فرنسا في دعم ثورة 2011 ضد الرئيس الراحل معمر القذافي. وانضمت المخابرات البريطانية في هذا الجهد بناءً على تعليمات من مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. ويأتي هذا الجهد السري للغاية ردًا على عدم قدرة حكومة المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس على تنظيم البلاد بشكل فعال والتعامل مع مصالح الأعمال الغربية بطريقة فعالة ومجزية.
2- ويعتقد مسؤولو الأعمال والمخابرات الفرنسيون والبريطانيون أن النظام شبه المستقل في مدينة بنغازي الشرقية سيكون قادرًا على تنظيم فرص الأعمال في تلك المنطقة. وهذا بدوره سيسمح لهذه الشركات الغربية ببدء مشاريع تجارية جديدة. ويعتقد هؤلاء المسؤولون أنفسهم أن هناك أيضًا خطرًا منخفضًا من الميليشيات الإسلامية في الشرق. وبحسب مصدر مطلع يعتقد مسؤولون فرنسيون أن هذا الوضع هو نتيجة طبيعية لفشل عبد الرحيم الكيب في تنظيم البلاد ونزع سلاح الميليشيات العرقية والإقليمية التي قامت بمعظم القتال ضد قوات القذافي خلال الثورة.
3- تعليق المصدر: في رأي مصدر حساس للغاية توقعت الحكومة الفرنسية وقادة الأعمال في الواقع تلقي خمسة وثلاثين في المائة من التنمية الاقتصادية الجديدة في ليبيا بعد سقوط القذافي. مثل العديد من رجال الأعمال الغربيين أبرم المسؤولون الفرنسيون اتفاقيات غير رسمية مع رئيس الوزراء السابق محمود جبريل ومستشاريه فقط ليروا هذه الاتفاقيات تم تجاهلها أو تأجيلها عندما أصبح عبد الرحيم الكيب رئيسًا للحكومة في أكتوبر 2011. وفي رأيهم بمجرد أن نقل الكيب الحكومة من الشرق من مدينة بنغازي إلى العاصمة الوطنية طرابلس أصبحت الحكومة غير فعالة ولا يمكن الوصول إليها، كما يعتقد هؤلاء الأفراد أن تعيين وزير النفط عبد الرحمن بن يزة الذي كان مسؤولاً منذ فترة طويلة في شركة النفط الإيطالية إني وفقًا لهذه المصادر، فإن الجزء الأكبر من حقول النفط التابعة لشركة إني يقع في الجزء الغربي من ليبيا وقد ركز بن يزة اهتمامه على تلك المنطقة، بينما فشل في التنظيم الفعال للاعمال الجديده شرق بنغازي. ويقول هؤلاء المسؤولون أنفسهم إن نفوذ الميليشيات الغربية ولا سيما من منطقة الزنتان قد أضعف نفوذ حكماء الشرق.
4- ذكر مصدر أن المخابرات الفرنسية والمخابرات البريطانية تعتزمان السيطرة على التحرك نحو دولة شبه مستقلة في ظل نظام فيدرالي. ومع ذلك فقد فوجئوا بنوايا الكيب التي تم التعبير عنها في اجتماعات علنية وسرية مع وزير الدفاع أسامة الجوالي – من الزنتان- لاستخدام القوة لتوحيد البلاد. الكيب ملتزم أيضًا ببن يزة رغم أنه محبط من الفوضى في طرابلس. ويؤثر هذا الجو على الأعمال الجديدة في الغالب وكان مزعجًا للغاية لرجال الأعمال من فرنسا ودول غربية أخرى.
5- تعليق المصدر: في رأي مصدر ذي مكانة جيدة لديه إمكانية الوصول إلى العائلة المالكة السابقة –السنوسي- بينما يركز هؤلاء المسؤولون الغربيون على العمل حول وضع الأعمال الفوضوي فإنهم يخاطرون بوقوع حرب أهلية ويفشلون في الاعتراف العلاقة طويلة الأمد والمعقدة بين الأجزاء الشرقية والغربية من البلاد ، القذافي كحاكم مطلق قمع هذه الخلافات التي عادت للظهور بالإطاحة به وقتله. بالإضافة إلى ذلك يتحدث الكيب إلى معارفه القدامى في الأخوان المسلمين بمصر في محاولة لتطبيق نفوذهم على حكماء القبائل الشرقية والمساعدة في تماسك البلاد.