…. ليست رابعة العدوية هي العاشقة الوحيدة .. بل هناك […]
…. ليست رابعة العدوية هي العاشقة الوحيدة .. بل هناك ” سافو” “كوليت” أيضا.. ليس ” جميل بن معّمر” هو المُتيّم الوحيد،،، بل هناك “بازوليني” و “رولا بارتْ”.. ولو إختلفت أنواع الهوى وسبُل العشق ! ترى كيف كان يُحبُّ ” جان جينيه” .. وكم من الدّموع نَزَفَ ” بول إيلوار” على ” غالا ” حبيبته الضّائعة بين يدي ” دالي “؟ … وكم عانى “شابلن” من المصائب والنساء قبل أن يستقر كهلا على صدر زوجته ـ الطفلة الأخيرة ـ ..
والحب عيْنا ” نفرْتيتي” .. لكنه أيضا ضحكة هارون الرشيد الماجنة.. الحب روميو وجوليات لا مفر.. لكنه كذلك عيسى والمجدلية .. “بادر” و “ماينهوف” كلٌّ في زنزانة..” جورج” و ” لور باتايْ”…”رودان” و “كامي كلودال”.. جبران و مي زيادة… والحب ثُنائية لا تنتهي …لكنه يُفضّل الأشجار العارية .. بُكاء الدّببة…فهو التطرف بآمتياز، العصيان والتخريب…!
….لولا الممْنوعات لما كان الحب…. إنه الخطيئة الأصليّة ،، ما يبْقى بعْد أنْ تنْطفئَ النّشوة..أنْ تشتاق الى منْ تُحب في حضوره.. وتضْجر منه في غيابه.. هو خيبة أن تكتشف أن ” ريتْسوس” سبقك في قصائده إلى نفس المشاعر.. أو فرْحة أن تتأكد من أنك تحب كما في أغنيات “ليو فيري”.. مأساة أن تعي أنك تُولد وحيدا وتموت وحيدا ،، وأنك بين المحطّتيْن لا تمْلك من عزاء سوى الحب والانتظار..!
الحب إختزال العالم الى نقائضه…. صدّقوا الشعراء حين يتحدّثون عن الحب ،، فهو مُعادلة كيميائية مُسْتعصية بين اللذة والموت…. الحب حماقة عظمى ،، وإلاّ كيف يُغيّر أنْف ” كليوباترا ” وجه التّاريخ ؟ الحب جميل كالكذب..عذب كالثمار الممنوعة … ومالح كالطمأنينة…إنه مُراهَقة مستحيلة..!!