رأي : نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ، هذا ما يمكن اطلاقه على مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل التي ما زالت لم ترى النور بعد .
تونس الان :
نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ، هذا ما يمكن اطلاقه على مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل التي مازالت لم ترى النور بعد.
اشهر مرت منذ اعلان اتحاد الشغل عن انطلاقه رفقة بقية مكونات الرباعي الراعي للحوار الوطني ، في صياغة مبادرة قال انها ستخرج البلاد من ازمتها ، فمر شهر واثنان واربع وحتى 5 وأكثر ولم نرى هذه المبادرة ، وكل ما اشيع عنها هي بنود عريضة وهوامش مازالت لم تتوضح بعد .
اخر تصريح حول المبادرة كان للامين العام المساعد باتحاد الشغل سمير الشفي في شهر ماي المنقضي والذي قال فيه ان ا الصياغة المبدئية لمبادرة الحوار الوطني انتهت وان الاتحاد العام التونسي للشغل انطلق في مناقشتها على مستوى الجهات، وفق ما صرح به الخميس الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سمير الشفي.
وبيّن الشفي أنّ وثيقة مبادرة الحوار الوطني هي رؤية ومقاربة الرباعي اتحاد الشغل والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية لحقوق الانسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لتصورات واقتراحات لحلول تهم الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقال حتى تصبح هذه الوثيقة رسمية بالنسبة إلى الرباعي فلابّد من مناقشتها عبر مؤسساته ذات العلاقة كلّ على حدّة في إطار ممارسة العمل الديمقراطي لأنّها الجهة الوحيدة التي لها الشرعية والمشروعية لإقرارها أو تعديلها، ليقع إثر ذلك طرحها على رئاسة الجمهورية بصرف النظر عن التعامل الايجابي أو السلبي مع هذه المبادرة.
وأكد أنّ الاتحاد لا يطمح في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات السابقة أن يكون له مكسب سياسي أو سلطوي أو أي كان نوعه ولكن “مكسبنا الوحيد هو أن تستقر بلادنا وأن تسير في الاتجاه الصحيح في علاقة بمشاغل التونسيين وآلامهم وآمالهم وتطلعاتهم من أجل غد أفضل لكل التونسيين والتونسيات ولم يتحقق ذلك إلا في حال هناك مقاربة جماعية تشاركية ينخرط فيها كلّ الخيرين من أبناء وبنات تونس”، معتبرا أن الاتحاد عندما يقدم اقتراحات فهو يقوم بواجبه ودوره كمنظمة وطنية.
وأوضح من ناحية أخرى أنّ مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل غير جديدة بالنسبة إلى الاصلاحات المطلوبة على مستوى البلاد في علاقة باصلاح المنشآت العمومية على قاعدة الحفاظ على عموميتها وديمومتها وإضفاء جرعات كبيرة في إطار الحوكمة والشفافية والتسيير وإصلاحها حتى يقع انقاذها وتستأنف دورها الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي والتنموي.
ولاحظ ان هذا الموقف ليس وليد اليوم بل هو موقف تاريخي للاتحاد رغم أنّ الحكومات المتعاقبة كانت تعتبر أنّ الإصلاح يمر وجوبا في التفويت والبيع، مشيرا في المقابل الى أنّ الخطاب الرسمي لرئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم يرفض التفويت ويعتبره خطأ أحمرا و”نعتقد أنّه موقف ايجابي لابّد من ترجمته في علاقة وتمش سياسي واقتصادي وحوار اجتماعي يفضي إلى هذا المبدأ الذي نتقاطع فيه”، وفق تعبيره.
بودربالة يدلي برايه في المبادرة
كان لرئيس مجلس نواب الشعب ابراهيم بودربالة موقفا بخصوص مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ، اذ اكد في حوار مؤخرا مع الاذاعة التونسية ان مبادرة الحوار الوطني التي تقدم بها اتحاد الشغل مع عدد من مكونات المجتمع المدني تندرج في اطار الاجتهاد لكنه اجتهاد منقو ص ولا تشكل الا جزء امن طموحات الشعب التونسي فضلا عن كونها تفتقد للشمولية نظرا لغياب مشاركة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية واتحاد الفلاحة والصيد البحري والاتحاد النسائي
واضاف ابراهيم بودربالة ان اصحاب المبادرة كان عليهم ان يدرسوا بشكل دقيق التزامات الدولة الثنائية والاقليمية والتزاماتها مع المؤسسات المالية الدولية حتى تكون مبادرة متكاملة يمكن الاستئناس بها في رسم الخطوط العريضة للمستقبل.
تصريح بودربالة قد يحيلنا الى عدم رضا السلطة التشريعية على المبادرة ومن ورائها قصر قرطاج خاصة ان الرئيس قيس سعيد رفع فيتو في وجه مبادرة الاتحاد واعرب عن رفضه لاي مبادرة او حوار تكون خارج البرلمان.
الى ذلك استقبل بودربالة في قصر باردو عددا من ممثلي الهيئات والمنظمات لكن الى حدود كتابة هذه الاسطر لم يستقبل ممثلين عن اتحاد الشغل ، وهو ما يفتح باب التأويلات عن تصدع العلاقة بين باردو وبطحاء محمد علي تماما مثل تصدع العلاقة بين “قرطاج والبطحاء”.