تونس الان
كشفت إدارة مهرجان ايام قرطاج السينمائية عن برنامج دورتها الـ33 عن برنامجها ومعها عن شعارها ومعلقتها والتي تجسد صورة الممثلة السنغالية مبيسين تيريز ديوب بطلة الفلم الراسخ 1966″ la noire de 1949 لعثمان سمبين والذي غالبا ما يستشهد به كأحد الأفلام الروائية الأولى للسينما الافريقية والحائز على الإشادة الدولية.
تكشف هذه الصورة الرقمية المبتكرة عن شابة افريقية ترتدي ثوب افريقيا مزينا بالخط العربي، الصورة ملتقطة من زاوية أمامية ومنفتحة على أفق تبلغ أقصى الرؤية لذلك يملأ اللون الأزرق جميع زوايا المعلقة.
تلخص قراءة الصورة روح الدورة الثالثة والثلاثين بأبعادها الإبداعية والحضارية.. ويمثل بروز الأزرق رمزا للانفتاح و فتحا لآفاق جديدة وهو عنوان شعار الدورة “حل ثنية” الذي جاء تجسيدا لرغبة المهرجان والمشرفين عليه فى الانفتاح على طريق الحرية و الجمع بين السينما و الفكر المتجدد.
ومن اللافت جدا هو حضور السينما النسائية من خلال حلم رائدات السينما الإسبانية عبر عرض تجارب لمخرجات اسبانيات عبرن عن التزامهن بعديد القضايا الإنسانية. ومازالت الصورة تفجر الكثير من الايحاءات عبر وحداتها الأيقونية فغلبة اللون الأزرق و امتداده المتدفق من المتوسط يشي بدلالات أكثر عمقا ألا وهي امتداد لوجهات نظر صانعات أفلام من شمال البحر الأبيض المتوسط و جنوبه
عن قضايا المنفى وهجرة اللاجئين وبين زرقة المحيط و جمال الملامح الأنثوية الافريقية رسمت الشابة فى الملصق و هي ترتدي ثوبا مزينا بالخط العربي و باللون الأصفر الذهبي تحديدا رمزا للعراقة و الصمود، لونا متوهجا كتوهج الذاكرة الإنسانية و الفنية خاصة أن المهرجان يشمل تكريم ستة مخرجين وممثلين عرب و أفارقة أو أنه يرمز لإحياء ذكرى من رحلوا و لعل الخط الذهبي يرتبط رمزيا بالراحل هشام رستم الذي ارتبط إسمه بربيع السينما التونسية فى الثمانينات عندما شارك فى فلم النوري بوزيد “صفايح الذهب”
كما أن الخط العربي والحروف المنقوشة أبرزت بشكل واضح التزاما بقضايا الشعوب العربية إذ تضم البرمجة أفلاما تتناول الحق الفلسطيني يعود إنتاجها الي أواخر الستينات وأخرى تمت رقمنتها إضافة إلي مجموعة هامة من الأفلام الكلاسيكية لمخرجين فلسطينيين وعرب كما توحي لنا صورة الطيور المحلقة فى مقدمة الفستان للأمل أو هي احتفاء بالطفل خاصة أن الدورة وجهت أفلاما عالمية للطفل تليها نقاشات ترسخ ثقافة الفن السابع لدى الناشئة
خلاصة القول فان معلقة الدورة 33 لمهرجان قرطاج السينمائي هd معلقة ملفتة للنظر لها أبعادها وأعماقها الفنية والفكرية خاصة على مستوى اختيار الألوان.
بثينة الصالحي
