فقر شديد، أوضاع اقتصادية مؤلمة، هجرة، ثم وفاة أقرب شخص […]
فقر شديد، أوضاع اقتصادية مؤلمة، هجرة، ثم وفاة أقرب شخص لقلبه. قصة الصمود وراء تأسيس ونجاح تطبيق الواتساب.
الملايين حول العالم يستخدمون تطبيق واتساب اليوم، ولا يكاد يخلو منه اليوم هاتف ذكي واحد، ما بين تواصل عادي أو تواصل للأعمال ، او تواصل بين الأصدقاء والشركات.
الجميع يستخدم الواتس اب اليوم حول العالم. لكن هل تعرف ما هي القصة وراء تأسيس الواتس اب ؟ أو ربما نقول ، الجانب المؤلم من قصة تأسيس هذا التطبيق العالمي؟
هل تعلم أن مؤسس الواتس اب عاش حياة لا يمكن وصفها الا بالحياة الصعبة؟ إليكم القصة المذهلة وراء واتس اب.
حياة بائسة
ولد جان كوم مؤسس الواتس آب في قرية صغيرة في أوكرانيا، وعاش حياة قاسية للغاية منذ ولادته، حيث كان يعيش مع والدته التي تعمل في وظيفة متواضعة؛ في بيت صغير خالي من جميع الخدمات الأساسية للحياة، فلا كهرباء ولا ماء ساخن ولا هاتف.
عندما بلغ جان السادسة عشر من عمره، كانت الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا تزداد سوءًا يوم بعد يوم، فقررت والدته بتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هربًا من الأوضاع السيئة في أوكرانيا.
وبالفعل تمت الموافقة على الطلب ورحل جان برفقة والدته إلى كاليفورنيا، وتم منحهم شقة صغيرة كدعم من الحكومة الأمريكية للاجئين، لمساعدتهم على محاولة التأقلم في المجتمع الأمريكي والبحث عن فرص عمل وتعلم اللغة.
وبدأت والدته عملها كجليسة أطفال، بينما عمل جان كعامل نظافة في محل بقالة لمساعدة والدته في المصاريف. مهن بسيطة للغاية، فقط تكفي لسداد المصاريف اليومية، لم يكن أحدهم يتخيل أن يتحول هذا المراهق الى واحد من أكبر أثرياء العالم.
فقر ومرض ومعاناة
بعد رحيلهم إلى أمريكا اكتشفت والدة جان إصابتها بالسرطان، لكن ما تجنيه هي وجان من المال لم يكن كافي للعلاج، فتم منحهم دعم إضافي من الحكومة الأمريكية للعلاج.
كان جان يذهب إلى المدرسة ويعمل في الوقت ذاته، واكتشف شغفه الشديد بالتقنية، وبدأ في دراسة علم الشبكات، حيث كان يقوم باستعارة الكتب المستعملة من زملائه في المدرسة، ثم التحق بمجموعات القراصنة الإلكترونية للتعلم.
عد تخرجه من المدرسة الثانوية التحق جان بجامعة سان خوسيه، كما حصل على وظيفة حارس أمن في شركة واستمر طوال سنوات الجامعة على هذا الحال، إلى أن حصل على وظيفة في شركة ياهو في قسم الدعاية في نهاية التسعينيات، ليبدأ حياته الوظيفية.
لكن بمجرد أن بدأ جان في عيش حياة مستقرة إلى حد ما ، سرعان ما انتهت هذه الحياة بوفاة والدته الأقرب إلى قلبه عام 2000، وكانت بالنسبة له أكبر صدمة تلقاها في حياته.
دخل جان في نوبات حزن طويلة وعاش أيام طويلة عصيبة من الحزن والاكتئاب ، لم يخرج منها إلا بصديقه بريان آكتون الذي ساعده على تجاوز هذه الأيام العصيبة، وعادت الحياة الى مجراها. صحيح أنها أصبحت مظلمة أكثر ، ولكن يمكن أن تُعاش.
أن ترفضك إمبراطورية الفيسبوك
بعد 7 سنوات من وفاة والدة جان قام هو وصديقه بريان بالتقديم للعمل في فيسبوك، لكن الشركة رفضت كلاهما والسبب أنهم ليسوا بالكفاءة ولا الخبرة المطلوبة.
بعد عامين من رفضهما في فيسبوك، وكان كل من الصديقين قد اكتسبا خبرة واسعة في العالم التقنية التسويقي، قررا إطلاق تطبيق مجاني للشات والرسائل الفورية السريعة المجانية.
وبالفعل بدأ جان وبريان العمل على تطوير التطبيق، كانا يعملان بشكل مستمر في المنزل في الشارع في المقهى، أي مكان يذهبان إليه حتى لو للترفيه وتضييع الوقت، كانا يقتنصان بعض الوقت للعمل.
كان التطبيق هو شغلهما الشاغل في هذه الفترة، إلى أن قاما إنهاء العمل وقاموا بإطلاقه في السوق باسم واتس اب ، وهي كلمة قريبة من ” What’s Up ” الانجليزية التي تعني : ما الجديد.
وفي خلال 5 سنوات من إطلاقه وصل عدد مستخدمي تطبيق الواتس اب إلى أكثر من 450 مليون مستخدم حول العالم، ووصلت قيمته إلى أكثر من 7 مليار دولار.
ثم ترفض أنت الفيسبوك!
بعد هذا النجاح المذهل قامت فيسبوك بتقديم عرض شراء للتطبيق. كان من الطبيعي أن تسعى فيسبوك للسيطرة على هذا التطبيق الجديد الذي يحقق ارقاما ممتازة.
لكن كان الرد من جان وبريان اللذان تم رفضهما من فيسبوك رفض العرض، هذا الموقف هو موقف انتصار وقوة بلا شك، تحيل أن تقدم في وظيفة فيتم رفضك لتعود الشركة ذاتها بعد سنوات بطلب شراء لمنتجك الخاص بمليارات الدولارات فترفض أنت.
بمرور السنوات ومع النمو الهائل في التطبيق والانتشار الواسع له عالمياً، لم يكن أمام الفيسبوك الا التقدم بعرض هائل لشراء الواتساب بقيمة 19 مليار دولار، وهو رقم كبير لا يمكن رفضه هذه المرة.
وافق الرفيقان، واعتبرت صفقة الإستحواذ الأضخم حول العالم في العام 2014 ، وأضخم صفقة تقنية لعدة سنوات.
تظل قصة تأسيس تطبيق الواتساب ، مع الطفرة الضخمة في التواصل عبر التطبيق حول العالم ، واحدة من أهم الدروس الريادية على الإطلاق لأي رائد أعمال مبتدئ.
تحول جان كوم واحد الى واحد أشهر أثرياء العالم وهو لم يتجاوز الـ 37 من عمره، هو نفسه الطفل الذي كان يعيش في بيت بلا كهرباء ولا ماء وكان يعمل في تنظيف أرضيات المحلات لتوفير قوت يومه هو ووالدته!