أكد مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن واشنطن مستعدة لـ”إعادة ضبط العلاقات” مع السعودية وتجاوز قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018، بهدف إصلاح العلاقات بين واشنطن والرياض.
حيث تمثل هذه الخطوة تحولاً كبيرا في موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بـ”نبذ” السعودية نتيجة مقتل خاشقجي، وقد نشرت إدارته تقريرا استخباراتيا السنة الماضية، اتهمت فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مباشرة بالتخطيط لقتل الإعلامي السعودي.
ويقول مسؤولون إن بايدن، الذي يقبع تحت ضغط شديد من أجل ردع روسيا، نحى جانبا منظوره الأخلاقي والغضب الناجم عن مقتل خاشقجي، لإعادة بناء علاقاتٍ أكثر دفئا مع المملكة في ظل الاضطرابات الكبرى التي يشهدها العالم نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
في حين قال مسؤول أمريكي رفيع: “اتفقت الدولتان على تجاوز الأمر (مقتل خاشقجي) في سبيل إحلال السلام والاستقرار بالشرق الأوسط”، في حين تعتبر السعودية قضية خاشقجي أُغلقت، وقد أبلغت المسؤولين الأمريكيين بذلك مرارا.
كما أكدت المصادر أنَّ تجاوز قضية مقتل الإعلامي السعودي لا يعني التسامح مع الأمر أو تناسيه، ولفتت إلى أن بايدن سيناقش هذا الموضوع بشكل مباشر مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عندما يلتقيان في جويلية المقبل.
في حين يعتقد بعض المسؤولين بالإدارة الأمريكية أن واشنطن يجب أن تقوم بخطوات أكبر من ذلك في سبيل محاسبة الأمير محمد بن سلمان على قتل خاشقجي.
رغم ذلك، يبدو أن التحول في سياسة الإدارة الأمريكية في طريقه للحدوث بعد أشهر من اللقاءات بالرياض بين كبيرَي مستشارِي بايدن، بريت ماكغورك وآموس هوشتاين من جهة والمسؤولين السعوديين من جهة أخرى وضمنهم ولي العهد السعودي.