تلفزيون: تحتفل قناة "العربية" الإخبارية اليوم بالذكرى العشرين لانطلاق بثها قبل عقدين من الزمن في الثالث من مارس عام 2003.
تحتفل قناة “العربية” الإخبارية اليوم بالذكرى العشرين لانطلاق بثها قبل عقدين من الزمن في الثالث من مارس عام 2003. “الأقرب إلى الحقيقة” هو الشعار الذي اختارته “العربية” كنهجٍ إخباري وواقعية مهنية عكست التزامها بالصدقية والمصداقية مع التشديد على عدم الانحياز إلا للمشاهد العربي والكلمة المسؤولة والحقيقة المؤكدة والخبر الدقيق والرأي الحر.
تزامن انطلاق بث القناة الوليدة آنذاك مع تحولات تاريخية وجيوسياسية ضخمة عرفتها المنطقة العربية والعالم، أبرزها في ذلك الوقت كان الحرب على العراق، التي غطّت “العربية” وقائعها وأحداثها بطواقم صحفية وفريق تحرير شاب نقل الأحداث وواكبها بفاعلية واقتدار منذ اليوم الأول.
وخلال العقد الماضي، غطّت العربية أحداث الحرب السورية والليبية واليمنية، ناهيك عن تغطياتها الحية للحراك في مصر ولبنان وغيرهما من العواصم العربية ودول المنطقة والعالم وصولاً إلى الحرب في أوكرانيا، وأزمة الطاقة العالمية وسواها.
يقول ممدوح المهيني، المدير العام لشبكة العربية الإخبارية: “على امتداد سنواتها العشرين عملت العربية على أن تكون مصدراً موثوقاً للأخبار بفريق من الصحفيين والتقنيين الذين واكبوا الأحداث ونقلوها إلى المشاهد العربي حيثما كان.” ويتابع المهيني: “هكذا استطاعت العربية مواكبة التحولات الكبرى التي عرفها الوطن العربي والعالم، فتمكّنت من تلبية احتياجات الجمهور العربي لناحية توفير خدمة إخبارية على مدار الساعة، اعتمدت خلالها أحدث التقنيات، فكانت دوماً سباقة في الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة التي تشهدها صناعة الإعلام لتصبح “العربية” علامة إعلامية يرتبط اسمها بالمصداقية والحداثة في كل مكان حول العالم”.
التوسّع نحو العالم الرقمي
عملت العربية على التوسع الأفقي والعمودي، فتحوّلت إلى شبكة إخبارية متكاملة تضم بالإضافة إلى قناة “العربية” كل من قناة “الحدث” التي تقدم نشرات إخبارية على مدار الساعة، إلى جانب مجموعة من المنصات الرقمية وخدمة البودكاست التي يتابعها ويتفاعل معها الملايين حول العالم. في هذا السياق، يوضح المهيني: “يبلغ متابعو الشبكة على منصات التواصل الاجتماعي حوالي 180 مليون متابع، فيما يسجّل المحتوى الذي ينتجه فريق التحرير ومراسلو القناة مشاهدات تفوق المليار مشاهدة شهرياً! وهي أرقام تضع العربية في صدارة القنوات الإخبارية العربية وفي طليعة نظيراتها العالمية”.
وفي شهر نوفمبر من العام الماضي حصدت قناة “العربية” أربع جوائز في المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي في عمّان الأردن، منها جائزة أفضل خدمة بودكاست في الشرق الأوسط. كما فازت قناة “العربية” بجائزة اختيار المحرر للتميز في السرد البصري وذلك في حفل جوائز “برودكاست برو” الذي أقيم في دبي.
البثّ من الرياض، والتوجه نحو الذكاء الاصطناعي في مواكبة الأحداث الكبرى
“يؤرّخ البث مِن الرياض لمرحلة جديدة عنوانها الأبرز هو التوسع الرقمي والذكاء الاصطناعي” بهذه العبارة يصف المهيني المرحلة الجديدة التي تتجه نحوها “العربية” بعد انتقال مقرّها الرئيسي إلى العاصمة السعودية الرياض. في هذا السياق، تُعد العربية سبّاقةً باستخدامها الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإخباري، كما كانت سباقةً في إطلاق “مشروع العربية للذكاء الاصطناعي” في عام 2018 حين قدّمت الصحفية الافتراضية “تمارا” التي تعمل في غرفة الأخبار. ولاحقاً في نهاية العام الفائت قدمت العربية محاكاة رقمية لمذيعة افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي.
من جائحة كورونا إلى أفغانستان وأوكرانيا..
تفوقت العربية في مواكبتها للأحداث الكبرى التي عرفها العالم مؤخراً، مثل تغطية جائحة كورونا مطلع العام 2020، ناهيك عن إنجازها العديد من التحقيقات والحوارات الحصرية مع قيادات العالم، وكذلك دورها البارز في نقل أحداث الانسحاب الأميركي من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، والحرب الأوكرانية الروسية، ومجمل الأحداث التي تعرفها المنطقة العربية، في موازة مواكبتها المتواصلة للأوضاع الإنسانية الناجمة عن الحروب والكوارث..
كل تلك الإنجازات والخطوات التي خطتها العربية باتجاه المستقبل يصفها المهيني بقوله: “إن شعار هذه الاحتفالية بمناسبة الذكرى العشرين يقوم على كلمة “أكثر” التي أردنا أن نشير من خلالها إلى أن تطور وتوسع القناة لا يعرف حدوداً، ولا سيّما بعد انطلاق عملياتها وتوسع بثها انطلاقاً من العاصمة السعودية الرياض، وأن التطوير والتحديث يشمل جميع مراحل إنتاج المحتوى الذي كانت العربية وما زالت تقدمه بأسلوب فني وتقني تفوقت فيه على كبريات المحطات الإخبارية”.
من جانب آخر، يشير المدير العام لـ العربية والحدث إلى انفتاح شبكة العربية على فئات الشباب، وذلك من خلال تقديم محتوى نوعي ينتجه الشباب أنفسهم بأحدث التقنيات والوسائل ويقدم المعرفة والأخبار بأسلوب يتناسب مع احتياجات الأجيال الجديدة”. ويضيف المهيني: “مناسبة كهذه تبعث في روح الفريق الفخر بالانتماء إلى أسرة العربية التي تعتز ببيئة عمل مثالية تقوم على التقاليد الصلبة التي أرستها “مجموعة MBC”، والتي تمثل أهم مجموعة إعلامية في الشرق الأوسط والعالم العربي”.
شهداء المصداقية في ذاكرة الخلود
يتوقّف المهيني مطوّلاً عند من يصفهم بـ “شهداء المصداقية والخبر المحايد” من الزملاء الذين دفعوا أرواحهم وحياتهم ثمناً لمهنيّتهم الإعلامية وتواجدهم على الأرض خلال الحروب والنزاعات، ويضيف: “أغتنم هذه المناسبة للترحم على أرواح زميلات وزملاء فقدتهم العربية خلال مسيرتها ودفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة في مناطق نزاع مختلفة. نقول لأرواحهم ولعائلاتهم أنهم خالدون بيننا على الدوام وخاصة لدى إحيائنا لهذه المناسبة، كما نتوجه بالتحية والإكبار إلى زملاء وزميلات واجهوا المتاعب ووضعوا حياتهم على أكفّهم، منهم من خُطف، ومنهم من سُجن، ومنهم من تحدّى المخاطر إيماناً منهم برسالة العربية “الأقرب إلى الحقيقة” والتي تواصل حمل القيم والمبادئ التي تأسست عليها منذ اليوم الأول.”