أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد في حديث مع القناة الوطنية […]
أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد في حديث مع القناة الوطنية 1 مساء الخميس 30 جانفي 2019 بمناسبة مرور 99 يوما على توليه مهامه أنه استند في اختياره إلياس الفخفاخ لتكليفه بتشكيل الحكومة إلى مقترحات الأحزاب والكتل والمنظمات وأن الخيار كان خياره دون تدخل من أي كان، مبينا أن مجلس نواب الشعب هو من سيقرر في النهاية في شأن رئيس الحكومة المقبل، الذي تنتظره مهمات حيوية عاجلة تتصل بمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتأمين حسن أداء المرافق العمومية الجوهرية من صحة وتعليم وتشغيل وضمان اجتماعي.
وقال “إن من تم تكليفه سيمنحه البرلمان الثقة.. وهذا يعني أنه سيكون منبثقا عن الأغلبية.. وإذا ما تم رفض الشخصية المكلفة فإن الأطراف التي رفضته هي التي ستتحمل تبعات الأزمة التي ستنجم عن ذلك”، مؤكدا أن الحل عندها سيكون احترام مقتضيات الدستور.
وبخصوص ما أثير حول نيته تأسيس حزب جديد أكد قيس سعيد، أن ليس لديه البتة أي نية في تأسيس أي حزب لأنه يعتقد أن “تونس، بل و والإنسانية جمعاء، دخلت مرحلة جديدة في تاريخها، صارت فيها المفاهيم القديمة في التنظيم السياسي بالية..”، مؤكدا أن عمله سيتواصل مع الشباب ضمن نفس الطريق ووفق نفس المنهجية.
وعلى صعيد آخر قال سعيد “هناك من يبحث عن الصدام.. لا أريد التصادم مع أي كان.. وأعي ما أقول وما أفعل .. فعلاقتي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال أو مع رئيس مجلس نواب الشعب، هي علاقة يحكمها الحرص على أن تستمر أجهزة الدولة ومؤسساتها في العمل بانسجام وتأمين المرافق والخدمات العمومية للمواطنين… ومن هناك فإنني لا أبحث عن الصدام.. علما بأنني مستقل عن الجميع، ولا انتماء لي لأي جهة، بل انتمائي لتونس فحسب”.
وفي إجابة عن سؤال يتعلق بصلاحياته كرئيس لمجلس الأمن القومي وبمسألة ما يسمى بالجهاز السري لحركة النهضة، أوضح رئيس الجمهورية أن المجلس يمكنه فتح كل الملفات ولكن الحسم فيها يعود إلى القضاء الذي يتعين عليه أن يتحمل مسؤولياته.
وبعد أن ذكر بأن ملف هذا الجهاز طرح على طاولة مجلس الأمن القومي عندما برزت بوادر الطلاق بين النهضة والنداء.. أكد سعيد قائلا: “.. القضاء المستقل هو وحده الذي يحسم..”.. ليس في هذه القضية فقط، وإنما أيضا في قضايا حارقة أخرى مثل قضية الاغتيالات وقضايا الفساد وتبييض الأموال.. “التي ظلت تراوح مكانها وتقتصر على مجرد إيقافات واجراءات احترازية.. المهم الحسم.. وإنصاف الجميع”.
وحول حديثه سابقا عن وجود أطراف تتآمر على تونس وتسعى لإرباكها، قال قيس سعيد “سيأتي اليوم الذي سنكشف فيه عن الأشخاص والجهات التي تتآمر.. والتاريخ كفيل بالفرز.. لا أتهم أحدا أو جهة معينة، ولكنني أعرف الكثير عما يدور وما يرتب.. كما أن الشباب يعلم ذلك ..”، مضيفا “هؤلاء لا يريدون الخير لتونس.. ولايريدون أن ننطلق من جديد.. هناك لوبيات.. لكن المهم يظل اجتماع الكل على كلمة سواء.. ضد من يعملون على خلق أزمات متتالية، على غرار أزمات الحليب والدواء والسلاح في الوردانين… إنهم يفتعلون الأزمات.. كي تكون إدارة الأزمات هي أداة الحكم..”
وأكد أن المؤامرات والمناورات لن تنجح وتونس ماضية بفضل جهود وتضحيات القوات الأمنية والعسكرية في إشاعة الأمن وتعزيز مقومات السيادة على كامل التراب الوطني، داعيا المواطنين إلى عدم التأثر أو الشعور بالرعب إزاء المحاولات البائسة اليائسة لبعض الأطراف لإرباك الأوضاع.
وفيما يتعلق بالشباب قال رئيس الجمهورية إن “التواصل سيبقى مستمرا مع الشباب.. ماذا فعلت.. فعلت ما يمكنني فعله.. ومن أجل تحقيق جملة من المشاريع، وخاصة في الولايات الداخلية الأقل حظا.. لا بد من مؤسسات مستقرة.. لكني أعتبر أنني ثابت في العمل من أجل تحقيق مطالبهم.. وخاصة تحقيق إرادتهم في أن ترتقي مطالبهم إلى مستوى القرار.. لأن الفقر هو أسوأ أشكال العنف في تونس، وثروة تونس الحقيقية هي شبابها..”.
وعبر رئيس الجمهورية عن استغرابه من التعقيدات الإدارية و طول الإجراءات لتنفيذ المشاريع وأضاف “لو عاد الأغالبة من جديد لقاموا ببناء الفسقية قبل انتهاء الدراسات الحالية”، حسب تعبيره.
وأعلن سعيّد، في سياق متصل، عن عزمه إنشاء مدينة صحية في القيروان تحت مسمّى “مدينة الاغالبة الصحية”، ستتوفر بها كل التجهيزات والاختصاصات والمرافق، مبينا أنه سيسعى لتوفير التمويلات الضرورية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبعض الدول المانحة، دون الحاجة لقروض.
كما أكد قيس سعيد أن “فلسطين ليست ضيعة أو بستانا كي تكون موضوعا لصفقة”، في إشارة إلى المبادرة الأمريكية لتسوية نزاع الشرق الأوسط تحت شعار “صفقة القرن”، مشددا على أن تونس تعتبر قضية فلسطين قضيتها المركزية، وهي تنتصر للحق الفلسطيني الثابت، الذي تكفله نصوص الشرعية الدولية على ما فيها من نقائص، وترى أن أي انتقاص من الحقوق المشروعة والطبيعية للفلسطينيين يمثل أمرا مرفوضا بكل المقاييس وقال ” لا مجال مطلقا للتطبيع مع الكيان المغتصب قبل إنهاء اغتصاب الأرض والحقوق الفلسطينية، معتبرا أن فكر التطبيع هو من نسل ثقافة الهزيمة .. وهو من قبيل الجريمة خيانة عظمى لأنه فكر مخاتل وعميل.. وهو يرتقي إلى مرتبة الجريمة”. .
وبشأن الملف الليبي، أوضح رئيس الجمهورية، أنه اجتمع مع العديد من زعماء القبائل وممثلي الجمعيات الليبية وأنه تلقى يوم الخميس رسائل من زعماء قبائل حتى من الجزء الغربي لليبيا يطلبون فيه مواصلة تمشيه في ربط جسور الحوار بين مكونات الشعب الليبي.. كل ذلك بحثا عن مشروعية ليبية ليبية تدعم الشرعية الدولية التي تتمسك بها تونس.
واعتبر قيس سعيد أن زيارته الأحد القادم إلى الجزائر، مثلما وعد، هي المحطة الاولى في زياراته الرسمية الخارجية، وأن تأخر الموعد ارتبط فقط بالانتخابات الجزائرية ومسار تشكيل الحكومة في تونس، مضيفا “سأذهب إلى الجزائر، لأنها جزء منا ونحن جزء منها”، ومتحدثا عن إمكانية التوافق على مبادرة تونسية جزائرية لحل الأزمة الليبية لأن البلدين يهمهما استقرار الأوضاع في هذا البلد ولأنهما متضرران من الأزمة المتواصلة هناك.